اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان الجزء : 1 صفحة : 405
وجديسا ، وكلّهم نزحوا من اليمن إلى الشمال. وبعضهم يذكر منهم العمالقة ، وقد ورد ذكرهم في «التوراة» وقد وجدت كتابات آرامية في شماليّ الحجاز ، كمدائن صالح منتشرة على الصخور ، ويذهب بعضهم إلى أنّ هذه الكتابات من بقايا النبط الذين اختلطوا بالعرب ، ولذلك يجد فيها الإنسان ألفاظا عربية مع الألفاظ النبطية [١].
وقد روى هورات (Huart) في «تاريخ العرب» أن الكتابات التي وجدت في تيماء هي أقدم جدّا من الكتابات التي وجدت في مدائن صالح ، والمظنون أنها ترجع إلى ستمئة سنة قبل المسيح ، وهي خطوط بارزة كما هي خطوط العرب المحدثين بعكس سائر الخطوط السامية التي حروفها مجوفة [٢].
السابع : على ظن محققي الإفرنج أنّ الكنعانيين في الأمم السامية ، نزحوا من الجنوب ، واستوطنوا فلسطين ، وأنّ الفينيقيين جاءوا من شواطىء خليج فارس الغربية ، وأقاموا على شواطىء الشام ، واستدلّوا على أنّ أصل الفينيقيين هو من شواطىء خليج فارس بوجود النواويس ـ أي القبور المنحوتة في الصخور ـ في وطن الفينيقيين الأصلي كما في سواحل سورية ، وكذلك الرعاة في مصر كانوا عربا ، فتحوا قسما من وادي النيل ، وخرج منهم ملوك. وقد ثبت أنّ الآشوريين في حروبهم مع المصريين قد تكلّموا عن العرب ، ووجدت لذلك آثار في كتاباتهم الخزفية [٣].
وقد جاء في هذه الآثار وجود دولتين في شماليّ جزيرة العرب ، يقال لإحداهما : موصري (Mousri) وللأخرى : ملوحة (Melouhha) ولم
[١] [انظر «تاريخ الأنباط» للدكتور إحسان عباس طبع دار الشروق في عمّان].