اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان الجزء : 1 صفحة : 387
الرومان ، وكانت مدينة النبطيين هي بتراء [١] ـ أي وادي موسى اليوم ـ وكان يمتدّ ملكهم إلى مدين وبلاد بني سليم الوارد. ذكرها في نشيد الأنشاد من «التوارة».
وقد عثروا في وعرة الصفاة من حوران على كتابات مشابهة لحروف الهجاء العربية اليمنية [٢].
أما الكتابة النبطية ـ موصولة الحروف ـ فهي مشتقة من الفرع الآرامي من الكتابة الكنعانية ، أو يرجح أنها هي أصل الكتابة العربية التي اصطلحوا عليها في القرن الثالث بعد المسيح.
وأقدم كتابة عربية معروفة اليوم هي كتابة نمارة في شرقيّ حوران ، تاريخها سنة ثلاثمئة وثمان وعشرين بعد المسيح ، وهذه الكتابة تتعلّق بملك يقال له : امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب ، وملك أسد وطيء ونزار ، ومن هذه الكتابة يعلم أن ملك امرىء القيس هذا كان يمتدّ إلى نجران اليمن [٣].
جاء في «الأنسكلو بيدية الإسلامية» أنه ربما كان امرؤ القيس هو أحد ملوك المناذرة اللخميين. قلنا : هذا محقق إذ جاء فيهم بحسب ما في «تاريخ أبي الفداء» ذكر امرؤ القيس بن عمرو ، ثم عمرو بن امرىء القيس ، ثم امرىء القيس المحرق بن عمرو ، وهو والد النعمان الأعور ، ثم جاء امرؤ القيس بن النعمان. وقد تابع أبا الفداء في ذلك جرجي زيدان السوري ، وعلي ظريف الأعظمي العراقي ، وقابلنا بين هذه