اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان الجزء : 1 صفحة : 376
خاتمة الارتسامات
في صفة موقع الطائف الجغرافي والعسكري ومكانه من البلاد العربية كلها
وما كانت شرعت فيه الدولة العثمانية من جعله مركز قوتها في بلاد العرب
وما يجب على الأمة العربية من ذلك
ألا إنّ مدينة الطائف مركز عظيم في بلاد العرب ، لأنّها لمكة من قبيل لازم وملزوم ، ولأنّ إقليمها من أبدع الأقاليم ، وثمراتها من أشهى الثمرات ، ولكونها متوسطة في الجزيرة ، الحجاز محيط بها ، واليمن جنوبيّها ، ونجد والعراق شرقيّها ، والمدينة المنورة والشام شماليّها ، فأختم كتابي ببيان ما يجب على الأمة العربية في موقعها.
لحظت الدولة العثمانية هذه الأهمية لموقع الطائف ، فكان السلطان عبد الحميد الثاني العثماني عزم على مد خط الحديد من الشام إلى المدينة ، ثم إلى مكة فالطائف ، فعسير فصنعاء اليمن ، ولم يقر ذلك بمجرد رأيه ، بل جمع الوزراء وكبار رجال العسكرية ، وبعد مذاكرات طويلة استمرّت عدة ساعات أصدر ذلك المجلس قراره بلزوم إنشاء هذا الخط ، وقاية لجزيرة العرب من عوادي الأعداء ، وتقريبا لها من مركز السلطنة[١].
[١] نزيد على هذا اعتقاد الترك أنّ سلطانهم على جزيرة العرب لا يتم ولا يدوم إلا بذلك ، فكان أهم غرض لهم منه أن لا يتمكّن العرب من تجديد دولة لهم في معقل وطنهم وعقر دارهم.
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان الجزء : 1 صفحة : 376