responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 357

يكن أمامه العمق الهائل فقط ، بل العمق الهائل والعرض المدهش ، فللنظر هناك مدّ ليس له حدّ.

وتكتب الهدة بتشديد الدال ، لكن غلب عليها التخفيف ، وقد ذكرها ياقوت في «المعجم» وقال : إنّها مكان بين مكة والطائف فيه القرود [١].

قلت : والقرود توجد في جبل الكمل الذي فوق الهاد ، وتقدم ذكره ، وتكثر في بعض جبال الحجاز ، ولكنها في جبال اليمن أكثر جدا.

ومن كثرة ما توصف اليمن بالقردة صار الذين يريدون أن يتنادروا على أهل اليمن يقولون : إنّ أباهم قرد.

روى ياقوت أنّ زياد بن عبيد الله الحارثي خال الخليفة أبي العباس السفاح اجتمع بابن هبيرة الفزاري ـ وكان الأول يمانيا ، وكان الثاني قيسيا ـ فقال ابن هبيرة لزياد : ممّن الرجل؟

فقال زياد : من اليمن.

فقال ابن هبيرة : فأخبرني عنها.


[١] اقتصر الأمير هنا على هذا خلافا لعادته في الاستقصاء ، وقد ذكر ياقوت في حرف الهاء ثلاثة مواضع :

[١] (الهدى) المقصور ، قال : (الهدى) بالفتح منقول عن الفعل الماضي من هدى يهدي إذا أرشد ـ موضع في نواحي الطائف.

[٢] (الهدّة) بالفتح ثم التشديد ، وهو الخسفة في الأرض ، و (الهدة) الهدم ـ وهو موضع بين مكة والطائف ، والنسبة إليه هدوي ، وهو موضع القرود ، وقد خفّف بعضهم داله.

[٣] (الهدى) بتخفيف الدال من الهدي أو الهدى بزيادة هاء ـ بأعلى مرّ الظهران بمدرة أهل مكة ، والمدر طين أبيض يحمل منها إلى مكة ، تأكله النساء ، ويدّق ويضاف إليه الأذخر يغسلون به أيديهم ا ه وذكر هذه في «التاج» وزاد أنّ بعضهم يزيد فيها ألف فيقول الهداة. أقول : ولم أسمع من نطق أهل مكة إلا (الهدى) بالفتح والقصر. ا ه مصححه.

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست