responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 314

وأعظم معدن في جزيرة العرب معدن جبل فاران [١] الذي كان لبني سليم [٢] ، وكان فيه ذهب وحديد.

ولا نعلم أنّه تأسست نظارة خاصة بمعادن الحجاز في الدولة الإسلامية إلا سنة (١٢٨) للهجرة ، وبعد هذا التاريخ بمئتي سنة خربت هذه المعادن ، أو انقطع الاستخراج منها بحسب رواية الأصطخري ، ولم يذكر ياقوت عن استغلالها شيئا.

وليس عندنا عن أسباب ترك العمل في هذه المعادن إلا افتراضات ، فيجوز أن تكون نفدت مادتها ، ويجوز أن يكون إهمالها جاء من قبل الفتح الإسلامي ، الذي نشر العرب في الأقطار ، فقد كانت مكة قبل الإسلام مركزا عظيما للأخذ والعطاء ، ولم يكن ذلك بسبب حركة أهلها وحدهم ، بل بسبب كونها محط رحال القبائل المجاورة ، فقد كانت القافلة الواحدة نحو ألف جمل تتقدمها السواري [٣] وتخفرها ، وتأخذ (٥٠) بالمئة من الأرباح ، وهكذا كان البدو متعلّقين بأهل مكة تابعين لهم ، فلما فتح الإسلام البلدان ، وتفرّق العرب ، لم تبق مكة كما كانت من قبل مركزا كبيرا للأخذ والعطاء ، لكنّها بقيت فيها ثروة غير زهيدة.

وفي القرن الأول من الهجرة كان في الحرمين يسار عظيم ، يستدلّ على ذلك من أنّه لما قتل الخليفة عثمان وجد وراءه من الذهب


[١] فاران من أسماء مكة المكرمة ، وقيل : هو اسم لجبال مكة ، وفي «التوراة» : جاء الله من سيناء ، وأشرق من ساعير ، واستعلن من فاران. تفسيره : إنّ الله كلّم موسى 7 من سيناء ، وأنزل الإنجيل على عيسى 7 في ساعير ، أي جبال فلسطين ، وأنزل القرآن على محمد 7 في فاران أي جبل مكة.

[٢] جاء في «المعجم» : معدن بني سليم هو معدن فاران ، وهو من أعمال المدينة على طريق نجد. ا ه. من الأصل.

[٣] [الخيالة].

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست