responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 244

وروى الكلبي أنّ أبا رغال هو أبو ثقيف كلّها ، وأنّه من بقية ثمود ، وكان ملكا بالطائف.

وقيل : بل ذكرت القبائل عند النبيّ 6 فقال : «قبائل تنمى إلى العرب ، وليسوا من العرب ، حمير من تبّع ، وجرهم من عاد ، وثقيف من ثمود».

وكان طريح شاعرا فحلا ، انقطع إلى الخليفة الوليد بن [يزيد بن] عبد الملك ، الذي كان يمت إليه بالقرابة ، لأنّ أم الوليد ثقفية ، واستفرغ شعره في الوليد ، وأدرك دولة بني العباس ، ومات في زمان المهدي العباسي ، وقيل : في زمان الهادي.

وكان الوليد مكرما لطريح ، عظيم البرّ به ، وكان طريح يغلو في مديحه ما شاء ، قيل : إنّ الوليد جلس يوما في مجلس له عامّ ، ودخل إليه أهل بيته ومواليه والشعراء وأصحاب الحوائج ، فقضاها ، وكان أشرف يوم رؤي له ، فأنشده طريح ما يأتي :

أنت ابن مسلنطح البطاح ، ولم

تطرق عليك الحني والولج

طوبى لفرعيك من هنا وهنا

طوبى لأعرقك التّي تشج

لو قلت للسّيل دع طريقك وال

موج عليه كالهضب يعتلج

لساخ وارتدّ ، أو لكان له

في سائر الأرض عنك منعرج

(مسلنطح البطاح) : ما اتسع منها. و (الحني) : ما انخفض من الأرض. و (الولج) : كل متّسع في الوادي.

أي لم تكن بين الحني والولج ليخفى مكانك.

و (طوبى لفرعيك من هنا وهنا) أي أنّه كريم الأب والأم من قريش وثقيف ، وأنّه يطيعه من هيبته كلّ شيء ، حتى إنّه لو أمر السيل بانصراف لأطاعه.

قيل : إنّه لما انقضت دولة بني أميّة ، وأديل منهم لبني العباس ، دخل طريح على المنصور في جملة الشعراء ، فقال له المنصور : لا حيّاك الله

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست