responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 224

وعمر ، وعثمان ، ولا أفقه ولا أعلم بتفسير القرآن ، العربية ، والشعر ، والحساب ، والفرائض. وكان يجلس يوما للتأويل ، ويوما للفقه ، ويوما للمغازي ، ويوما لأيّام العرب ، وما رأيت قط عالما جلس إليه إلا خضع له ، ولا سائلا يسأله إلا أخذ عنه علما.

وقال عمرو بن دينار : ما رأيت مجلسا أجمع لكلّ خير من مجلس ابن عباس : الحلال ، والحرام ، والعربية ، والأنساب.

وعن عطاء : ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس ، أكثر فقها وأعظم خشية ، إنّ أصحاب الفقه عنده ، وأصحاب القرآن عنده ، وأصحاب الشعر عنده ، يصدرهم كلّهم من واد واسع.

وعن طاوس : أدركت خمسين أو سبعين من الصحابة إذا سئلوا عن شيء فخالفوا ابن عباس لا يقومون حتى يقولوا : هو كما قلت.

وسمع أحدهم ابن عباس يخطب ويفسّر فقال : لو سمعته الروم وفارس لأسلمت.

ولو شئنا استقصاء مناقبه لطال المقال جدا ، لا سيما أنّ كتابنا هو رحلة إلى الحجاز ، لا ترجمة لابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، وإنما أوردنا ما أوردنا منها ، لأنّ التراجم الزكية هي خير ما يطرف به الكاتب القراء ، ولا سيما القراء الناشئين ، الذين قد يقتدون بما فيها من الفضائل ، ويتعلّمون مكارم الأخلاق ومعالي الأمور ، ونعم التاريخ الذي يزكّي النفوس ، ويشحذ الألباب.

وكان ابن عباس عاملا لعلي رضي‌الله‌عنهما على البصرة ، وشهد معه صفّين ، فلما استشهد أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه ، استخلف ابن عباس على البصرة عبد الله بن الحارث النوفلي ، ولحق بالحجاز.

ولما دعا عبد الله بن الزبير الناس إلى مبايعته بالخلافة أبى عبد الله

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست