responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 20

وها نحن أولاء نرى أعداء الإسلام ما زالوا يطاردون المسلمين حتى انتهوا بهم إلى جزيرة العرب ، وطفقوا ينازعونهم فيها ، بل وصلوا إلى الحجاز ، واستولوا بمساعدة بعض أمرائه [١] على أعظم موقع من معاقله البريّة والبحرية ما بين العقبة ومعان ، وصاروا باستيلائهم على سكة الحديد الحجازية على مقربة من المدينة المنورة ، التي خصّها الرسول 6 من هذه الوصايا بالذكر ، وأنشأوا يؤسسون وطنا لليهود في جوارها من فلسطين ، التي يدّعون أنّها لهم وحدهم ، وسيطلبون ضمّ خيبر إليها. بأنها كانت لهم ، وأخرجهم عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه منها. فإذا لم تتعاون جميع الشعوب الإسلامية على مساعدة حكومة الحجاز بالمال والنفوذ الصوري [٢] والمعنوي على حفظ الحجاز وعمرانه ، بل إلجائها إلى ذلك واضطرارها إليه ، فستتقطّع قلوبهم أسفا وندما ، ويذرفون بدل الدموع دما ، إذ لات حين مندم ، ولا متأخر ولا متقدّم.

ولقد كنت في حيرة لا أهتدي السبيل إلى أقرب الوسائل لهذا العمران ، حتى وجدته مرسوما في هذه «الارتسامات» ، داحضة أمامه جميع الشبهات ، فبادروا إليه أيها المسلمون (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران : ١٠٥].

وكتبه

ناشر الارتسامات

محمد رشيد رضا

منشيء مجلة المنار

١٣٥٠ ـ ١٩٣١


[١] [الأمير عبد الله بن الحسين الذي صار ملكا على شرقي الأردن].

[٢] [المادي. ومن الجدير بالذكر أن رشيد رضا من أوائل من نبهوا إلى الخطر الصهيوني].

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست