responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 196

يغيّرها. قيل : وما المثناة؟ قال : ما استكتب من غير كتاب الله [١] كأنّهم جعلوا كتاب الله مبدأ ، وهذا مثنى : فأنت ترى أنّه لا هذا ولا هذا فيه شيء من ملابسة معنى بستان أو جنة ، أو واد ذي زرع.

وأما قولهم مثاني الوادي ، بمعنى معاطفه وأحنائه ، فهو جمع ثني ـ بكسر فسكون ـ لا جمع مثناة.

قال في «لسان العرب» : وفي «الصحاح» في تفسير المثناة قال : هي التي تسمى بالفارسية دوبيتي ، وهو الغناء [٢] وهذا أبعد عن ذلك المعنى أيضا.

وقد جاءت معان كثيرة للمثنى بالتذكير ، وكلّها أيضا بعيدة عن هذا المعنى.

وعلى كلّ حال ، فلسنا هنا في المثنى بفتح فسكون ، وإنما نحن في المثناة ، ولم يبق إلا أن نردّها إلى اسم مكان من فعل ثنى بمعنى عطف أو حنا ، كأن تكون بمعنى منحنى الوادي.

أو أن نردّها إلى اسم مكان من ثنّى بمعنى صيره ثانيا ، لأنّ النهر شق المزرعة نصفين اثنين.


[١] التحقيق أنّ المثناة هذه تعريب المشنا أو المشنة بالعبرية ، وهي الشريعة التي وضعها اليهود بعد السبي باجتهادهم أو ابتعادهم ، ويليها الجمارة ، وهي الشريعة الشفوية لهم ، والتقاليد العملية ، وهما أصل «التلمود» وفسرّها في «القاموس» : بقوله : كتاب فيه أخبار بني إسرائيل أحلّوا فيه وحرّموا ما شاؤوا.

[٢] دو بيتي في الفارسية معناه بيتان ، لا الغناء ، فإنّ (دو) اسم لعدد الإثنين ، قال شارح «القاموس» بعد ما تقدّم آنفا : وقوله : دو بيت بالفارسية ترجمة الإثنين ، والياء في بيتي للوحدة ، أو للنسبة ، وهو الذي يعرف في العجم بالمثنوي ، كأنّه نسبة إلى المثناة هذه.

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست