responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 173

الكلام على صخور تلك البلاد

مما اقتضى عجبي في الطائف شكلّ الصخور [١] ـ فإنّه غريب جدا من وجوه :

أولها : أن الصخور والجنادل هي بكثرة زائدة في كل هاتيك الجبال ، وفي السهوب التي تتخللها.

ثانيا : أنها قد توجد مجموعة في أمكنة معلومة ، متراصفة بعضها إلى بعض ، كأنما هي مجتمعة على ميعاد.

ثالثها : أنه تغلب عليها الملاسة بخلاف صخور جبالنا الشامية ، التي تغلب عليها الحرشة [٢] ، إلا ما كان منها في الأودية السائلة.

رابعها : أنّ أشكال بعضها غريبة جدا ، منها ما يشبه الشجر ، ومنها ما يشبه البشر ، ومنها ما تخال أنه ينظر بعيون ، ومنها ما تخاله مطرقا برأس ، ومنها ما هو مجوّف تجويفا يظنّه الرائي من صنع البشر ، أو مثقوب من مكان إلى آخر ، وإنّ كثيرا من هذه الجنادل تراه منضودا بعضه فوق بعض ، وفي أعلى الجميع صخرة رئيسة ، تشبه رأس المنارة.

والبدو يرون في هذا جميعه يد الباري تعالى ، التي جعلت هذه الأشكال لأجل العبرة في قدرته تعالى.


[١] [عامة الطائف تجمع صخرا على أصخار ، والحال أن فعلا بفتح أوله لا يجمع على أفعال ، إلا في ألفاظ معلومة].

[٢] [الخشونة].

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست