responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 12

المحافظين على صحة أهلهما ، وصحة من يتشرّف بأداء المناسك والزيارة فيهما ، بل يكتبون ما ينفّر المسلمين من إقامة هذا الركن العظيم من أركان الإسلام ، ويصدّهم عن إحياء هذه الجامعة العامة التي امتاز بها على جميع الأديان ، فهذا يشكو من شدّة الحرّ ، وذاك يتململ من كثرة النفقة ، وآخر يتبرّم بما يزعم من تقصير المطوفين وطمعهم.

وأغرب من كلّ هذا أنّ منهم من ينتقدون منع البدع والخرافات ، والطواف بالقبور ، والاستغاثة بالأموات ، وإنّ منهم من كتب في هذا الشهر مشنّعا على حكومة الحجاز التقصير في عمارة مسجد الرسول 6 ، وتجديد فرشه ، وهو يعلم أنّ حكومة الحجاز الحاضرة على فقرها [١] قد فعلت ما لم تفعله حكومة قبلها ؛ من حفظ الأمن ، وتسهيل السبل ، وتوفير المياه ، والاسعافات الصحية للحاج ، فإنّ هذا قد صار متواترا.

ويعلم أيضا أنّ حكومته [٢] هو قد منعت ما كانت ترسله إلى الحرمين وأهلهما من الأموال والحقوق المقرّرة لهما ، التي كانت ترسلها في كلّ عام ، وأنّ هذه الحقوق هي بعض ما وقفه الملوك والأمراء وأهل البرّ من الأغنياء.

ويعلم أن وزارة الأوقاف تجبي من أوقاف الحرمين في كلّ عام مئات الألوف من الجنيهات ، وتصرفها في غير ما وقفت عليه.

ويعلم أيضا أنّ الحكومة التركية قد استحالت حكومة لا دينية ، وضمّت أوقاف الحرمين إلى أملاكها ، بل هي تمنع من يريد الحج من شعبها ، وحجتها الظاهرة على هذا المنع أنّ الترك أحقّ بأموالهم أن تبقى في بلادهم من أن تصرف في بلاد العرب!!.


[١] [كتبت هذه المقدمة قبل أكثر من ثمانين عاما].

[٢] [الحكومة المصرية آنذاك].

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست