responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المعينيّة المؤلف : ماء العينين بن العتيق    الجزء : 1  صفحة : 288

مخاطبات شعرية أدبية بين الشيخ محمد الإمام وجامع الرحلة

وكذلك صنوه الأستاذ الشيخ محمد الإمام المذكور ، فقد كان بيني وبينه ـ أطال الله بقاءه ـ من الخصوصية الصافية ، والمودة الخالصة ، والمحبة الوافية ما لا يخطر على بال ، ولا يعبّر عنه مقال ، حتى كأنا بحمد الله ، ذاتا واحدة ، تقاربت الجسوم ، أو كانت متباعدة ، فلسنا ـ بحمد الله ـ إلا كما قيل :

[الرمل]

أنا من أهوى ومن أهوى أنا

نحن روحان حللنا بدنا [١]

فإذا أبصرتني أبصرته

وإذا أبصرته قلت أنا

فقد جعلني ـ دام عزه ـ كنز سره المكنون ، وحديقة أنسه المصون ، فمبلغي عنده في الاجتباء والاصطفاء والتقرب لم يبلغ قريبا منه حبيب من حبيب ، وما ذاك إلا من كرمه وتواضعه وأفضاله ، ومحاسن أخلاقه وإجماله ، وتحليه بالأوصاف المحمدية ، ورسوخه في المقامات الأحدية ، وتأسيه بالأخلاق القرآنية ، وثبوته في مجمع الطرق الربانية ، ودائما ـ أدام الله لنا بقاءه ورفعته وعزه وارتقاءه ـ يخاطبني بما هو أهل له من الإحسان والإكبار ، وإظهار الاتحاد في الإعلان والإضمار ، في محاسن النثر ، وبدائع الأشعار ، فمن ذلك هذه الأبيات أنشدنيها من ارتجاله ـ حفظه الله ـ وقد اجتمعنا بعد ما كنا مفترقين ، وهي [٢] :

[البسيط]

ماذا أقول ولو أطنبت فيما بي

شوقا لكم كان كالإيجاز إطنابي


[١] ينسب هذان البيتان لرابعة العدوية.

[٢] أنظر هذه المساجلة في مجموع يحجب ، و ٢ ، وكذا مجموع اسلم ، و ١٨٤.

اسم الکتاب : الرحلة المعينيّة المؤلف : ماء العينين بن العتيق    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست