اسم الکتاب : الرحلات المغربية والأندلسية المؤلف : عواطف محمّد يونس نواب الجزء : 1 صفحة : 84
ه ـ تصحيح ما يرونه من أخطاء شائعة :
من جملة ما اختص به الرحالة المغاربة والأندلسيون تصحيح ما يرونه من أخطاء شائعة في عصرهم ، وعدم سكوتهم عليها. فهم يوردون ما يشاهدونه ويستنكرونه ، ثم يتبع ذلك تصحيحهم لها ، مع إبراز رأيهم وبيان ما يقال في ذلك وحقيقته. فمما أورده العبدري أثناء وصفه لبدر قائلا : " أن هناك غارا يذكر الناس تخرصا أنه الغار الذى دخله الرسول 6 وأبو بكر رضى الله عنه حينما هاجرا من مكة" وأوضح عدم صحة ذلك وأن الغار المذكور موجود في جبل ثور قريب من مكة [١].
و ـ التطرق للبدع والشائعات المنتشرة :
لم يترك الرحالة المغاربة والأندلسيون جانبا من جوانب الوصف إلا وطرقوه وتناولوه بالتعليق والتصحيح. ومن ذلك موقفهم من الشائعات والبدع التي انتشرت بين الناس دون التأكد من صحتها ؛ إذ أشار التجيبي أن الشيبيين [٢] أحدثوا داخل الكعبة الشريفة كوة [٣] في الجدار الغربي مقابل الباب يبلغ ارتفاعها نحو ست أذرع وأطلقوا عليها العروة الوثقى ، وأوهموا العامة أن يلمسوها ونبه على بطلانها [٤].
ز ـ تسجيل الأحداث التاريخية المعاصرة :
سجلت أقلام الرحالة المغاربة والأندلسيين العديد من الأحداث التاريخية التي عاصروها أثناء وجودهم في الحجاز وكانوا شاهدي عيان لها ، فحرصوا على تدوينها. وبهذا حملت تلك المعلومات الدقة والصدق. فمن ذلك ما حدث أثناء إقامة ابن جبير في مكة المكرمة ومجيء سيف الإسلام طغتكين ابن أيوب [٥]
[٢] (الشيبيين) من ذرية عثمان بن طلحة حيث سلمه رسول الله 6 مفتاح الكعبة يوم فتح مكة وقال له اليوم يوم بر ووفاء. أنظر ابن هشام : السيرة النبوية ، ج ٤ ، ص ٤١٢.
[٣] (الكوة) بالفتح والضم النقبة في الحائط. انظر الفيومي : المصباح المنير ، ج ٢ ، ص. ٦٦.
[٤] التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ، انظر مناقشة هذا الأمر فيما بعد ، ص ٢١٥ ـ ٢١٦.
[٥] سيف الإسلام أبو الفوارس طغتكين بن أيوب بن شادي بن مروان المنعوت بالملك العزيز ظهير الدين
اسم الکتاب : الرحلات المغربية والأندلسية المؤلف : عواطف محمّد يونس نواب الجزء : 1 صفحة : 84