اسم الکتاب : الرحلات المغربية والأندلسية المؤلف : عواطف محمّد يونس نواب الجزء : 1 صفحة : 76
وتشمل الرحلات الوصفية على الجوانب التاريخية القديمة والمعاصرة للرحلة ، والنواحي الاقتصادية والاجتماعية السياسية. وقد اشترك في هذه النواحي والتطرق لها جميع الرحالة ما عدا الرعيني وابن جابر الوادي آشي [١] لاختصاصهما بكتابة البرامج. وعلى الرغم من أن هذه الرحلات قد غلب عليها الجانب الوصفي إلا أنها اشتملت على الجانب الثقافي ، وهو ما اشترك فيه جميع الرحالة بدون استثناء.
فنجدهم يخرجون أساسا للحج وطلب العلم ، ومن ثم يأتي الوصف بجميع جوانبه وإن طغى جانب على جانب آخر أحيانا. وهو ما نستطيع القول عنه : إنه السمة المميزة لأحدهم دون الآخر في كتاباته.
ثانيا : خصائص الرحلات المغربية والأندلسية
انفرد الرحالة المغاربة والأندلسيون في كتابة رحلاتهم بخصائص ميزتهم عن غيرهم من الرحالة المشارقة ، والتي أصبحت سمة بارزة من سمات أدب الرحلات المغربية والأندلسية. كما انفرد كل رحالة ببعض الخصائص في رحلته.
ويمكننا أن نقسم هذه الخصائص إلى خصائص عامة وخاصة.
* الخصائص العامة :
أ ـ التجربة والاختبار :
اعتمدت معلومات الرحالة المغاربة والأندلسيين والمدونة في رحلاتهم على التجربة والاختبار في أغلب الأحيان ، لا على الرواية والنقل ؛ فمثلا ابن جبير قام بقياس طول وعرض المسجد الحرام [٢]. أما العبدري والتجيبي السبتي فأثبتا نفس القياس وأرجعا نسبته إلى الأزرقي [٣]. وكذلك ابن بطوطة [٤] وعلى الرغم من بقائه مدة طويلة بمكة المكرمة إلا أنه لم يشر إلى قياسه بنفسه. ولعل الأمر يعود إلى طول غيابه عن وطنه وفقدان أوراقه التي دون فيها ملاحظاته.