اسم الکتاب : الرحلات المغربية والأندلسية المؤلف : عواطف محمّد يونس نواب الجزء : 1 صفحة : 27
أولا : تحديد الحجاز
الحجاز أحد أقاليم شبه الجزيرة العربية القديمة. معروف موقعه غير واضحة حدوده. ومعنى الحجاز : الحد أو الفصل أو الحجز [١]. ولفظ الحجاز عرف قديما منذ كان سكان شبه الجزيرة العربية يعيشون أشتاتا يعمهم التفكك السياسي ولا تجمعهم دولة. فهم مجموعة من القبائل استقرت في مناطق معينة غير واضحة الحدود وغير ثابتة ولا متطابقة مع الأقسام الجغرافية ، مع ملاحظة تمتع بعض مدنه بالاستقلال وفق نظم خاصة. مثل مكة والمدينة وبعض إمارات اتسعت رقعتها على حساب غيرها.
وبعد ظهور الإسلام أصبح الحجاز جزءا من الدولة الإسلامية. فأوجد المسلمون تقسيمات إدارية متلائمة مع مستجدات الظروف دون الالتزام بالتقسيمات الجغرافية. فنتج عن ذلك عدم ثبوت تلك التقسيمات مما جعل لكل من المدينة ومكة والطائف واليا قائما بذاته ، امتدت في بعض الأحيان سيطرته السياسية إلى أطراف العراق [٢].
وقد أطلق على البقعة الممتدة من اليمن جنوبا إلى أطراف الشام شمالا الحجاز لحجزه بين نجد وتهامة وروي هذا التحديد عن ابن عباس رضياللهعنهما إذ يعد أول من تطرق لحدوده [٣] وهو كما نلاحظ تحديد واسع غير دقيق.
وحدد الهمداني الحجاز شمالا بأرض طيء وجنوبا بتثليث [٤] وما حولها [٥]. وورد تحديد آخر للحجاز لدى الأصفهاني : بأنه يمتد من صنعاء جنوبا إلى أطراف الشام شمالا وسمي حجازا لحجزه بين نجد وتهامة وعليه