responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلات المغربية والأندلسية المؤلف : عواطف محمّد يونس نواب    الجزء : 1  صفحة : 253

الدولة شيعيا حتى قيل أنه أراد مبايعة شيعي ولكنه عدل عن ذلك وأصبحت الحالة في العراق مذرية من الفقر والجوع حتى صارت العقارات تباع برغيفين من الخبز وأكل الناس الجيف والدواب والكلاب وهجرها أهلها [١].

ونخلص بالقول إلى أنه بالرغم من تعدد الأئمة والمذاهب بالحرم الشريف إلا أنه لم يحدث اضطهاد أو تحيز لمذهب على آخر بل سار أئمة وعلماء المذاهب جنبا إلى جنب لنشر العلم وذلك بعقدهم لمجالس العلم وحلقاته وربما يحدث تفقه العلماء على أكثر من مذهب [٢] مما يؤكد أن تعدد المذاهب نتج عنه انتشار أوسع للعلم.

وظلت مكة المكرمة والمدينة المنورة مقصدا يصلهما العلماء وطلبة العلم للزيارة وأداء فريضة الحج ونيل العلم فيقيمون فيهما فترة قد تمتد إلى سنوات.

بل إننا لنجد بعضا من هؤلاء العلماء يقضي بقية عمره بإحداهما [٣]. كما تعد الرحلة إليهما في طلب العلم من الأشياء المهمة لعلماء تلك الفترة [٤]. وحفلت كتب التراجم بالإشارة لذلك فهي توضح مجاورة العديد منهم سواء بمكة المكرمة أو المدينة المنورة أو كليهما وذلك عائد إلى مكانة المدينتين في نفوس المسلمين وما كان عليه المسجد الحرام والمسجد النبوي من نشاط علمي إذ كانا بمثابة جامعة كبيرة متنوعة العلوم يعقد فيهما الحلقات العلمية يوميا. وهذه الحلقات مفتوحة لكل راغب في المعرفة غير مرتبطة بدوام محدد ولا تفرض مادة بعينها للدرس يتنقل فيها الطالب من حلقة لأخرى إلى أن يستقر في الفن الملائم له [٥].


[١] المصدر السابق والجزء ، ص ٣٤٢ ـ ٣٤٥ ؛ ابن الأثير : الكامل ، ج ٦ ، ص ٣١٤ ـ ٣١٦.

[٢] الفاسي : العقد الثمين ، ج ٥ ، ص ١٩٦ ـ ١٩٩ ؛ ٤ ، ص ٣٢٧ ؛ السخاوي : التحفة اللطيفة ، ج ٢ ، ص ٢٢.

[٣] ابن حجر : الدرر الكامنة ، ج ٤ ، ص ١٣٣ ؛ السخاوي ، التحفة اللطيفة ، ج ٢ ، ص ٢٠.

[٤] ابن خلدون : العبر ، ج ١ ، ص ٣٦١.

[٥] محمد المجذوب : رسالة المسجد قديما وحديثا ، بحوث مؤتمر رسالة المسجد المنعقد في ١٥ رمضان ١٣٩٥ ه‌ ، ص ٤٨٥.

اسم الکتاب : الرحلات المغربية والأندلسية المؤلف : عواطف محمّد يونس نواب    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست