responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 61

أن يأخذ من المال شيئا قرضا ، فإذا أيسر قضى؟

فقال كعب الأحبار : لا بأس بذلك.

فقال أبو ذر : يابن اليهوديين ، أتعلمنا ديننا!

فقال عثمان : كثر أذاك لي وتولّعك بأصحابي ، الحق بالشام فأخرجه إليها.

يقول ابن أبي الحديد : «واعلم أن الذي عليه أكثر أرباب السير وعلماء الأخبار والنقل ، أن عثمان نفي أبا ذر أولا إلى الشام ، ثم استقدمه إلى المدينة لما شكا منه معاوية ، ثم نفاه من المدينة إلى الربذة لما عمل بالمدينة نطير ما كان يعمل بالشام [١].

٥ ـ أبو ذر في بلاد الشام ثانية [٢٩ ـ ٣٠ ه‌ / ٦٤٩ ـ ٦٥٠ م]

يروي كميل بن زياد ، فيقول : «كنت بالمدينة حين أمر عثمان أبا ذر باللحاق بالشام ، وكنت بها في العام المقبل حين سيره إلى الربذة» [٢].

من هذه الرواية نعلم أن نفي أبي ذر إلى الشام قد استغرق سنة واحدة ، من سنة ٢٩ ه‌ إلى سنة ٣٠ ه‌.

وفي هذه السنة الدهر. تزداد لهجة أبي ذر حدّة تجاه معاوية وأتباعه ، فهو يعرف إسلام معاوية ، وإسلام أبيه وأمّه من قبل. فكان يركّز على الانحراف السائد ، واستئثار الولاة وعلى رأسهم معاوية بالفيء ، وإطفائهم للسنّة المحمديّة ، وإحياء البدعة.

فكان يقف على باب معاوية كل يوم ويتلو قوله تعالى : (وَالَّذِينَ


[١] شرح نهج البلاغة : ج ٨ ، ص ٢٥٦.

[٢] الغدير : ج ٨ ، ص ٤١٥.

اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست