responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 59

وهذا يدل بوضوح أن أبا ذر كان في بلاد الشام [١] وقتها ، وقد انطلق من عكا على حدود جبل عامل الجنوبية ، وهنا نسأل : أين كان يسكن أبو ذر؟ هل كان يسكن في دمشق؟ أم في مكان آخر؟

لقد أجاب أبو ذر عن هذا السؤال في حديثه لأبي الأسود الدؤلي ، يقول ابن أبي الحديد عن أبي الأسود الدؤلي ، قال : «كنت أحب لقاء أبي ذر لأسأله عن سبب خروجه إلى الربذة. فجئته فقلت له : ألا تخبرني ، أخرجت من المدينة طائعا ، أم خرجت كرها ، فقال : كنت في ثغر من ثغور المسلمين ، أغني عنهم ، فأخرجت إلى المدينة ، فقلت : دار هجرتي وأصحابي ، فأخرجت من المدينة إلى ما ترى» [٢].

فموضع الشاهد هنا قوله : كنت في ثغر من ثغور المسلمين فأين هو هذا الثغر؟

المعروف تاريخيا أن الثغور الإسلامية كانت في مواجهة الروم البيزنطيين في قيسارية وعكا وصور وعدلون وصرفندة وصيدا وبيروت وطرابلس وغيرها. فلو كان أبو ذر ـ يومئذ ـ في دمشق لأجاب أبا الأسود : كنت في دمشق لأنها معروفة مشهورة عند العرب منذ القدم. لكن قوله في ثغر من ثغور المسلمين ، يعني أنّه كان في أحد الثغور المتقدّمة.

ويعزّز هذا الافتراض وجود مقام لأبي ذر في بلدة صرفندة ، وتوارث أهل جبل عاملة بأن تشيّعهم لعلي 7 ولأبنائه من بعده يعود إلى أبي ذر. أضف إلى ذلك أن صاحب أبي ذر في الفتوحات الإسلامية ـ أعني به أبا


[١] بعد غزوة قبرض دبّ الخلاف بينه وبين معاوية لما رأى من تكالب أتباعه على غنائم الفتح.

[٢] شرح نهج البلاغة : ج ٨ ، ص ٢٦٠.

اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست