اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر الجزء : 1 صفحة : 452
عنده تلاميذ ، فطلب حضوره ، فامتنع الشيخ عن الحضور ، واعتذر بأنه درويش منقطع في بيته ، وكان الملك ذا علم ومعرفة ، وعنده بعض التألّه ، فعظم الشيخ في عينه ، وسار إليه حتّى دخل بنفسه في موضع تدريسه ، فتأدّب وأظهر الخشوع وطلب منه إكمال الدرس ، ثم اعتذر له الشيخ عن عدم الحضور بالحديث : إذا رأيتم العلماء بباب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك ، وإذا رأيتم الملوك بباب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء ، فنيل الشيخ عند الملك وزوجه ابنته الملقّبة بالخاتون ، فسمّي بنوه من يومئذ بني خاتون ... وخرج منهم في عيناتا جماعة كثيرة من أكابر العلماء» [١].
٢ ـ آل سودون
آل سودون أو أبو سودون ، أسرة حكمت قسما من جبل عامل في عهد دولة المماليك البرجية ، حيث إن سودون كان نائب الشام سنة ٨٨٣ ه [٢] / ١٤٧٨ م ، ولا يبعد أن يكون هذا الحاكم قد ولّى بعض أقاربه حكومة بعض مناطق عاملة ، وتسلّم آل سودون الحكم في بداية عهد الدولة العثمانية ، إذ يذكر أنه «لمّا ظفر سليم الأول ملك العثمانيين بالسلطان قانصوه الغوري ، بعد معركة مرج دابق ، وسقط الغوري قتيلا وسقطت سوريا بيد الفاتح ، سأل عمّا إذا كان بقي من آل سودون أحد يذكر ، فذكروا له أميرا منهم يدعى سودون بك من أهل التقوى اختار العزلة في بيته ، وعكف على العبادة ، وله ولدان من أهل الشجاعة والبأس أحدهما يدعى ذا الفقار والثاني قاسما.
[١] أعيان الشيعة : ج ٢ ، ص ٥٨٤ ، تاريخ جبل عامل : ص ٢٧٠ ، ومن آل خاتون الشيخ حسين خاتون الذي بنى غرفة الزائرين إلى جانب مقام شمعون الصفا 7 في بلدة شمع وتاريخ بنائها ١١٠٠ ه.