وبعد سقوط المدن الرئيسية من جبل عامل بأيدي المماليك أصبح جبل عامل بأكمله محررا من رجسهم وقام المماليك بتدمير هذه المدن وتحويلها إلى خراب. ومن المعروف أن سلاطين المماليك ومن قبلهم الأيوبيين ، كانوا قد اتّبعوا سياسة جديدة اتجاه الصليبيين ، تقوم على تدمير المدن والقلاع الساحلية التي يستولون عليها ، ولا يتمكّنون من البقاء فيها ، حتّى لا يفكر الصليبيون بمعاودة التحصّن بها.
التاسع عشر : أعلام جبل عامل في هذا العصر
١ ـ أعلام القرن السادس [٥٠٠ ـ ٦٠٠ ه] [١١٠٦ ـ ١٢٠٣ م]
١ ـ أبو الفتح الصيداوي : من مدينة صيدا في ساحل الشام ، ومن أصحاب ومعاصري الشيخ الشهيد أسعد بن أبي روح الطرابلسي ، وقد تلمذا على القاضي عبد العزيز بن نحرير البراج الطرابلسي تلميذ السيد المرتضى. كما نصّت عليه كتب التراجم. إلا أننا نرى أنّه من تلاميذ ولده القاضي جلال الملك ; ، لأن ابن البراج توفى سنة ٤٨١ ه ، وأن أسعد بن أبي روح صاحب أبي الفتح. استشهد في صيدا سنة ٥٠٤ ه ، وما وجد بخط الشهيد الأول ، ورد على الشكل التالي : «أسماء الذين قرؤوا على السيد المرتضى : أبو يعلى سلار بن عبد العزيز ، وأبو القاسم عبد العزيز بن نحرير