responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 336

أيدي الصليبيين ، ولم يبق بأيديهم إلا شقيف أرنون وصور ، كان لا بدّ من وجود جيش قوي في ولاية عكا التي كان الصليبيون يستعدون لاستعادتها ، لذا كان اختيار صلاح الدين لجيش العاملي ليقوم بهذه المهمة.

ويبدو أنه أثناء ولايته على عكا قد اتخذ من بلدة زبقين مركزا لإمارته ، فممّا تناقلته الألسن في جبل عامل ، ونصّ عليه بعض الباحثين أن قرية زبقين من أعمال صور ، كانت مركز إمارة له حيث الآثار الفخمة تدلّ على ذلك [١].

وفي سنة ٥٨٥ أيضا ، حاولت الجيوش الصليبية التقدّم باتجاه عكا ، فتصدّى لها الجيش العاملي في اسكندرونة بعد عبورها عقبة صور ، أي الرأس الأبيض ، يقول الأصفهاني : «.. وصل الخبر يوم الأربعاء ثامن رجب ، أنّ العدو قد ركب ، وأجلب بخيله ورجله ... ونوى القرب من النواقير ... وأن نفرا منهم نفر ، وسبق إلى النواقير وعبر ، ونزل باسكندرونة ، واستباح طرقها المصونة. وهناك من المؤمنين رجال [٢] يحمون طرف الثغر ، ويضمون نشر الأمر ، ويصمون نحر الكفر ، ويجبون غارب الشر ، ويجوبون جانب البحر. ويطوفون للحراسة ، ويطولون بالحماسة. فلمّا رأوا مقدمة الفرنج واقعوها ودافعوها ، وعاقروها وقارعوها. وأهلكوا عدّة ، وملكوا عدة. ولمّا تكاثرت أعداد الأعداء ، استظهروا بالإنكفاء عن الأكفّاء ... ورحل الفرنج ثاني عشر رجب يوم الأحد ، وافية المدد وافرة العدد ، ونزلت على عين بصة» [٣].

د ـ إمارته في بانياس [٥٨٦ ـ ٥٨٨ ه‌] [١١٩٠ ـ ١١٩٢ م]

ويبدو أن السلطان قد وسع إمارة العاملي ، فولّاه على قلعة بانياس ،


[١] تاريخ جبل عامل : ص ٢٨.

[٢] ليته صرّح إلى من ينتمي هؤلاء المؤمنين الشجعان ، ولكن أليست اسكندرونة والنواقير تدخل ضمن إمارة عكا؟ أم أنها خارجة عنها؟

[٣] الفتح القسي : ص ٢٩٦.

اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست