responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 295

وكاد ينجح في تدبيره ، غير أن النصارى من أهل صيدا تسرّبت إليهم المعلومات وقاموا بتحذير الملك بلدوين من سميه المتنصّر وذلك بأن كتبوا ورقة بذلك وأثبتوها في سهم رموا به نحو معسكر الإفرنج ، فقبض عليه ، وجرى إعدامه فورا على الخازوق [١].

وزادت هذه الحادثة من تصميم بلدوين وحلفائه على أخذ صيدا بالقوة. يقول ابن الأثير : «فعمل الفرنج برجا من الخشب ، وأحكموه ، وجعلوا عليه ما يمنع النار عنه والحجارة ، وزحفوا به ، فلما عاين أهل صيدا ذلك ضعفت نفوسهم ، وأشفقوا أن يصبهم مثل ما أصاب أهل بيروت ، فأرسلوا قاضيها ومعه جماعة من شيوخها إلى الفرنج ، وطلبوا من ملكهم الأمان ، فأمّنهم على أنفسهم ، وأموالهم ، والعسكر الذي عندهم ، ومن أراد المقام بها عندهم أمنوه ، ومن أراد المسير عنهم لم يمنعوه ، وحلف لهم على ذلك ، فخرج الموالي ، وجماعة كثيرة من أعيان أهل البلد» [٢].

وفي ٢٣ من جمادى الأولى سنة ٥٠٤ خرج أمير صيدا ونائبها مجد الدولة التنوخي ، وجميع قادة الأجناد والعساكر ، وخلق كثير من أهل البلد ، قدّرهم مؤرخو الإفرنج بنحو خمسة آلاف وتوجّهوا نحو دمشق وصور. ودخلها الصليبيون بعد مقاومة دامت ٤٧ يوما ، وعاد بلدوين إلى بيت المقدس ، ثم رجع إلى صيدا وفرض على أهلها عشرين ألف دينار ، فأفقرهم وأخذ أموالهم [٣].


[١] لبنان من السيادة الفاطمية : ق ١ ، ص ٢٨١.

[٢] الكامل : ج ٦ ، ص ٥٠٣ ، معجم البلدان : ج ٣ ، ص ٤٣٨ ، الأعلاق الخطيرة : ج ٢ ، ص ٩٩ ، اتّعاظ الحنفا : ج ٣ ، ص ٤٦.

[٣] الكامل : ج ٦ ، ص ٥٠٤.

اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست