اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر الجزء : 1 صفحة : 28
أما تحديد الدكتور محمد كاظم مكّي فإنه يأتي شاملا لأغلب ما تقدم فيقول : «وجبل عامل في ماضيه أكثر اتساعا منه اليوم لجهة الجنون والشرق ففيما يستفاد من تراجم الرجال ، وحمل نسبة العاملي ما يسمح بأن نضيف إليه صيدا وصور في الساحل ، وجزّين ومشغرة في الجبل ، وعلى هذا يتحدّد مدى البقعة العاملية حسبما أجمع الباحثون الذين تصدّوا لتحديد الأرض العاملية التي يشير إليها الخط الذي ينطلق من مصبّ نهر الأوّلي ، ويعتبر هذا النهر الحدّ الفاصل بين جبل عامل وبلاد الشوف ويكمل هذا الخط سيره بعد مصبّ الأولي حتّى تومات نيحا ليتجاوز روم جزين ، وينحدر بعدها إلى مشغرة حتى يتّصل بنهر الليطاني شمالي قرية سحمر. ويسلك الخط ضفّته الغربية ، ثم ينعطف غربا وينتهي عند مصب وادي القرن جنوبا» [١]. وعلى هذا نستطيع أن نجمل الحدود العاملية كما يلي : نهر الفراديس المعروف بنهر الأوّلي شمالا ، ونهر أبي فطرس المعروف بوادي القرن جنوبا ، والبحر بين هذين الحدّين غربا ، والبقاع الغربي وبانياس والحولة وصفد إلى مشارف طبريا شرقا.
و ـ جذام ولخم ومجاورتهم لعاملة
بعد انهيار سدّ مأرب ، وتفرّق أولاد سبأ ، اتجه أربعة منهم إلى بلاد الشام ، وهم عاملة وغسان ولخم وجذام. يقول ابن خلدون : «وأمّا عاملة واسمه الحرث بن عدي وهم إخوة لخم وجذام ، وهم بطن متّسع ببرية الشام» [٢].
هذه القرابة ظهرت في أشعار العرب ، يقول أبو سمال الأسدي :
[١] منطلق الحياة الثقافية : ص ٤٦ ، وورد تحديد للرقعة العاملية في : خطط جبل عامل :
ص ٦٢ و ٦٣ ، جبل عامل في التاريخ : ص ١٥ ، للبحث عن تاريخنا : ص ١٦١ ، جبل عامل بين (١٥١٦ ، ١٦٩٧) : ص ١٥.