اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر الجزء : 1 صفحة : 206
يزرع بها قصب السكر بوفرة ، وبها قلعة حجرية محكمة ، ولها ثلاث بوابات. وفيها مسجد جمعة جميل يبعث في النفس هيبة تامّة ، وقد فرش كلّه بالحصير المنقوش. وفي صيدا سوق جميل نظيف ، وقد ظننت ، حين رأيته ، أنّه زين خاصة لمقدم السلطان أو لأن بشرى سعيدة أذيعت. فلمّا سألت قيل لي هكذا عادة هذه المدينة دائما. وفيها حدائق وأشجار منسّقة حتى لتقول إنّ سلطانا هاويا غرسها ، وفي كل من هذه الحدائق كشك ، وأغلب شجرها مثمر» [١].
٣ ـ صور والتشيّع [النبي معشوق]
وبعد مسيرة خمسة فراسخ على شاطىء البحر ، بلغنا مدينة صور ، وهي ساحلية أيضا ، وقد بنيت على صخرة امتدّت في الماء ، بحيث أن الجزء الواقع على اليابس من قلعتها لا يزيد على مائة ذراع ، والباقي في ماء البحر ، والقلعة مبنية بالحجر المنحوت الذي سدّت فجواته بالقار حتّى لا يدخل الماء من خلله. وقد قدرت المدينة بألف ذراع مربع [٢] ، وأربطتها [٣] من خمس أو ست طبقات ، وكلها متلاصقة ، وفي كثير منها نافورات وأسواقها جميلة كثيرة الخيرات ، وتعرف مدينة صور بين مدن ساحل الشام بالثراء. ومعظم سكّانها شيعة [٤]. والقاضي هناك رجل سنّي اسمه ابن أبي عقيل [٥] ، وهو رجل طيب ثري. وقد بني على باب المدينة مشهد به كثير من السجاجيد والحصير والقناديل والثريات المذهبّة والمفضّضة. وصور مشيّدة