responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 188

هذه المدينة التي كان أغلب أهلها من الشيعة يومذاك. وعلى ما يبدو أن عائلته انتقلت من داخل المدينة وسكنت إحدى ضواحيها أي في بلدة سدين شمالي المدينة ، فذكرها في هجائه لأخيه عبد الصمد. يقول :

على أنّك لا وال

بسدين ولا قاض

ترى أجمع للحدين

من مسمار مقراض [١]

وما يدلّ على سكنه في بلدة من بلاد صور ، أن الشاعر الفخري أرسل له أبيات يلومه على البقاء المستمرّ فيها يقول :

فما كلّ البرية من تراه

ولا كلّ البلاد بلاد صور [٢]

وكان شاعرنا أثناء إقامته المؤقتة في سدين يتردّد على منطقة شوران المحاذية لهذه البلدة ، فوصف رياضها وعدرانها وأزهارها ، وجلسات اللهو فيها من أصوات الناي إلى منادمة الغلمان وشرب الخمرة [٣]. وظلت مدينة صور المرجع للعائلة في أفراحها وأتراحها ، فعندما توفّيت والدته تمّ دفنها في بيداء دكدك وهو ما يتوافق مع خربة صور التي كانت مدفنا لأهل المدينة.

وبعد تدخّل الأصدقاء عاد شاعرنا وأقام في مدينة صور وأمضى حياته فيها ، وذلك يظهر من قصيدة في هجاء أخيه عبد الصمد يقول :

قالوا أقم في صور عن

د ذوي القرابة والمودّة

واعدّهم للدهر وال

إنسان للإنسان عدّه

ها قد أقمت بها وقد

بلغ المفضّل فيّ جهده

وأخي أبو الحدثان

أول كل نائبة وشده


[١] الديوان : ج ١ ، ص ٢٦٢.

[٢] المصدر السابق : ج ١ ، ص ٢٠٢.

[٣] المصدر السابق : ج ٢ ، ص ٨٢ ، ٨٣.

اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست