responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجامع اللطيف المؤلف : ابن ظهيرة    الجزء : 1  صفحة : 141

لطيفة : إن قيل ما الحكمة فى تجريد الناس فى الإحرام؟ قيل : ليعلم أن باب الله جل وعلا على خلاف أبواب الملوك ، لأن العادة جرت أن يتزين الناس باللباس الفاخر إذا قصدوا باب المخلوق ففرق بين بابه وباب غيره.

(وأيضا) من أهدى إلى الملوك ما ليس فى خزائنهم يكون أرفع قدرا ، وليس شىء إلا وهو فى خزائن الله سوى الافتقار اللهم أغننا بالافتقار إليك ، ولا تفقرنا بالاستغناء عنك يا رب العالمين.

(ومنها) حديث أبى سلمة عن عبد الله بن عدى بن الحمراء قال رأيت رسول الله6 على راحلته واقفا بالحزورة يقول : والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولو لا أنى أخرجت منك ما خرجت [١]. وهو حديث حسن أخرجه أصحاب السنن وصححه جماعة منهم الترمذى ، وزاد الإمام أحمد واقف بالحزورة فى سوق مكة ، وقد دخل سوق مكة المذكور فى المسجد بعد ذلك.

وفى رواية أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله 6 وقف بالحزورة وقال : إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله عزوجل ، ولو تركت فيك ما خرجت منك. وفى أخرى عنه : والله لقد عرفت أنك أحب البلاد إلى الله وأكرمها على الله ، ولو لا أن قومى أخرجونى الحديث.

وفى رواية ابن عباس ما سكنت غيرك. قال بعض العلماء : الظاهر أن هذه المقالة كانت منه 6 فى عمرة القضية حين سألت قرش النبى 6 أن يخرج من مكة بعد الثلاثة الأيام التى أقامها كما وقع الشرط. ولا يظن أحد أنه 6 قال ذلك حال خروجه للهجرة إلى المدينة ، لأنه لم يكن بهذه الصفة حين هاجر ، وإنما كان خروجه إليها مستخفيا كما هو معلوم لا راكبا على راحلته ، إذا لو كان كذلك لأشعر بسفره.

وفى «تاريخ الأزرقى» أنه 6 قال ذلك عام الفتح ، فيحمل على أنه قاله مرتين إذ لا تنافى ، ويكون فيه من تعظيم مكة ما لا يخفى.

والحزورة ـ بحاء مهملة مفتوحة وزاء معجمة ـ وعوام مكة يصحفونها ويقولون عزورة بعين مهملة ـ والحزورة : هى الرابية الصغيرة جمعها حزاور ، وكان عندها سوق الحناطين


[١] شفاء الغرام ج ١ ص ٨٩.

اسم الکتاب : الجامع اللطيف المؤلف : ابن ظهيرة    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست