وأما هذه البحار التي على وجه الأرض فإنها بمنزلة الخليج لها وفي تلك البحار من الخلائق والدواب ما لا يعلم عدده [١] إلا الله تعالى ، وخلق الله عز وجل [٢] هذه البحار وما فيها من الدواب في اليوم الثالث ، ثم خلق أرزاقها وقدرها في اليوم الرابع فذلك [٣] قوله تعالى : (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) (١٠) [٤] وهي سبع [٥] أرضين كل أرض تلي الأخرى ، وكانت الأرض تموج بأهلها كالسفينة تذهب وتجيء لأنه لم يكن لها قرار ، فأهبط الله ملكا ذا بهاء عظيم [٦] وقوة ، فأمره [٧] الله أن يدخل تحتها فيحملها على منكبه فأخرج الله له يدا في المغرب ويدا في المشرق ، وقبض على أطراف الأرض فأمسكها [٨] ، ثم لم يكن لقدميه قرار فخلق الله له صخرة مرتفعة من ياقوتة خضراء وأمرها حتى دخلت تحت قدمي [٩] الملك فاستقرت قدما الملك عليها ، ثم لم يكن للصخرة قرار فخلق الله لها نورا عظيما صفته لا يحيط بها إلا الله تعالى لعظمها [١٠] ، وأمره أن يدخل تحت الصخرة فحملها على ظهره وقرونه ، ثم لم يكن للثور قرار فخلق الله له [١١] حوتا عظيما لا يقدر أحد أن ينظر إليه لعظمه ، ولبروق عينيه ، وأمره الله تعالى [١٢] أن يصير تحت قوائم الثور واسم هذا الحوت بهموت ، ثم جعل قراره على الماء وتحت الماء هواء [١٣] وتحت الهواء الظلمة ، فالأرضون [١٤] كلها على منكبي الملك والملك على الصخرة والصخرة على الثور والثور على الحوت