responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 526

واشتد القتال بينهم ، فحملوا على أطلاب المسلمين حملة واحدة فاستشهد جماعة من المسلمين ، ثم كر العسكر على الكفار فصدوهم وكسروهم وقتل منهم وأسر جماعة ، وهرب الفرنج ودخلوا أرسوف ونزلوا قريبا من الماء وبات السلطان تلك الليلة على نهر العوجا ، وأقام العدو يوم الأحد في موضعه ، ثم رحل يوم الثلاثاء سائرا إلى يافا ، وعارضهم [١] العسكر في طريقهم.

ثم رحل السلطان يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان ونزل بالرملة واجتمع عنده الأثقال كلها ، ثم رحل ونزل بظاهر عسقلان بعد العصر.

خراب عسقلان [٢]

لما نزل السلطان بالرملة أحضر عنده أخاه العادل وأكابر الأمراء وشاورهم في أمر عسقلان. فأشار بعضهم بخرابها للعجز عن حفظها فإن الفرنج نزلوا بيافا ، وهي مدينة بين القدس وعسقلان ، متوسطة ولا سبيل إلى حفظ المدينتين إلا بعدد كثير ، وتيقن أنهم إذا وصلوا إلى عسقلان تسلموها كما وقع في عكا ، واقتضى الحال هدمها ، ووصل السلطان إلى عسقلان وشرع في هدمها بكرة يوم الخميس تاسع عشر شعبان ، فنقض أسوارها وهدم منازلها ، وكانت من أحسن المدن وأظرفها ، فصارت خرابا ، داثره ، وحصل لأهلها مشقة زائدة بهدمها وباعوا أمتعتهم بأبخس الأثمان ، وتشتتوا في البلاد.

فصل

فلما هدمها رحل يوم الثلاثاء ثاني شهر رمضان ونزل على يبنا [٣] ونزل يوم الأربعاء ثالث الشهر بالرملة ، ثم خرج إلى لد وأشرف عليها وأمر بإخرابها وإخراب قلعة الرمل ، ففعل ذلك ، ثم توجه إلى بيت المقدس وأقام يوم الخميس ، ثم خرج منه يوم الاثنين ثامن شهر رمضان بعد الظهر ، وبات في بيت نوبة [٤]. وعاد إلى المخيم يوم الثلاثاء ضحوة. وفي هذا التاريخ خرج ملك الإنكثير متنكرا فخرج عليه الكمين وجرى قتال عظيم حتى كاد يؤسر


[١] وعارضهم أ د : فعارضهم ب ه : ـ ج.

[٢] ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ٢١٦ ؛ ابن شداد ١٧١ ـ ١٧٣ ؛ أبو شامة ، الروضتين ٢ / ١٩٢ ؛ ابن كثير ، البداية ١٢ / ٣٤٥ ـ ٣٤٦.

[٣] يبنا : بليد قرب الرملة به قبر يقال أنه لأبي هريرة ، رضي‌الله‌عنه ، وقيل لعبد الله بن أبي السرح ، دمرها اليهود سنة ١٩٤٨ م ، ينظر : البغدادي ، مراصد ٣ / ١٤٧٣ ؛ شراب ٧١٠.

[٤] بيت نوبا : بليدة من نواحي فلسطين قرب بيت المقدس ، كان ينزلها صلاح الدين للوقوف على الأعمال العسكرية التي يقوم بها قواده ، ينظر : البغدادي ، مراصد ١ / ٢٣٩ ؛ شراب ٢٠٦.

اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 526
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست