وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من رجب أخرج الفرنج ظاهر المرج خياما نصبوها وجلس فيها ملك الإنكثير ومعه خلق من جماعته.
غدر ملك الإنكثير وقتل المسلمين المأخوذين بعكا
وفي عصر يوم الثلاثاء سادس عشر من رجب ركب الفرنج بأسرهم وجاءوا إلى المرج الذي بين تل العياضية وتل كيسان ، فعلم السلطان بذلك فركبت [١] العساكر نحوهم ، وكانوا قد أحضروا أسارى المسلمين وهم واقفون في الجبال. وحملوا عليهم وقتلوهم جميعهم ، فحمل عليهم العسكر ، فقتل منهم خلقا وانصرف العدو إلى خيامه ، فلما وقع هذا الغدر تصرف السلطان في ذلك المال وأعاد أسارى الفرنج إلى دمشق وأعيد صليب الصلبوت [٢].
وفي سحر الأحد غرة [٤] شعبان عزم الفرنج على التوجه إلى عسقلان وساروا ، فعلم السلطان بذلك وكانت نوبة اليزك في ذلك اليوم للملك الأفضل ، فوقف في طريقهم وشتت شملهم وأرسل يستنجده والده أن يمده بعسكر حتى يقاتلهم ، فاستشار من حضره [٥] من عسكره ، فقيل للسلطان : إن العسكر لم يتأهب للقتال والفرنج قد فاتوا والحرب قائم عند قيسارية وقصده أولى. فصرف السلطان عزمه وتوجه نحو قيسارية ونزل على النهر الذي يجري إلى قيسارية وأقام هناك وأتي مرارا بأسارى فأمر بإراقة دمهم.
[٢] وأعيد صليب الصلبوت ب د ه : وأعيد صلبوت أ : ـ ج.
[٣] ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ٢٠٥ ؛ ابن شداد ١٥٨ ؛ أبو شامة ، الروضتين ٢ / ١٩٠ ـ ١٩١ ؛ أبو الفداء ، المختصر ٣ / ٧٩ ؛ ابن كثير ، البداية ١٢ / ٣٤٥ ـ ٣٤٦.