فاحترقت تلك الدبابة ورموها بالمجانيق [١] حتى انهدمت وخرج المسلمون من الثغر ، وقطعوا رأس الكبش ، واستخرجوا ما تحت الرماد من الحديد ، وحملوا منه ما استطاعوا ، وحصل بذلك النصرة للمسلمين والخذلان للمشركين ، وكان ذلك يوم الاثنين ثالث عشر رمضان ، واحترقت البطسة [٢] يوم الأربعاء خامس عشر.
واتفق في يوم الاثنين هذا من العدو على البلد الزحف الشديد ورموا بالمجانيق وخرج المسلمون فطردوهم إلى خيامهم.
ذكر غير ذلك من الحوادث
وصل الخبر أن صاحب أنطاكية تحرك على المسلمين ، فرتب له [٣] الكمائن فخرجوا عليه وقتلوا أكثر رجاله [٤] ، وفي هذا التاريخ ألقت الريح بساحل الزيب (٥)(٦) بطستين خرجتا من عكا بجماعة من الرجال والصبيان والنساء ، وحصل بين المسلمين والكفار وقائع وغنم المسلمون من الكفار.
وفي عشية الاثنين تاسع عشر رمضان رحل السلطان إلى منزل يعرف بشفر عمرو [٧] لما بلغه من تحرك الفرنج ، فخيم / / هناك ، وشرع يتواقع هو والفرنج في كل وقت ، وغلت الأسعار عند الفرنج واشتد بهم البلاء ونزح منهم [٨] جماعة والتجأوا إلى السلطان مما أصابهم من الجوع ، فقبلهم وأحسن إليهم ، فمنهم [٩] من أسلم ومنهم من اعتذر وصار في خدمة السلطان.