جوهر [١] ، المعروف بالكاتب الرومي ، فإنه جهزه من المغرب لأخذ الديار المصرية ، فأخذها في سنة ٣٥٨ ه [٢] ، وبنى القاهرة المحروسة والجامع الأزهر. ثم أرسل يستدعي مخدومه المعز لدين الله ، فحضر إلى القاهرة ، واستوطنها في شهر رمضان سنة ٣٦٢ ه [٣] ، واستمر إلى أن توفي بها في يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الأول سنة ٣٦٥ ه [٤]. وهو الذي تنسب إليه القاهرة فيقال : القاهرة المعزية. ولما بناها جوهر سماها المنصورية [٥]. فلما قدم المعز لدين الله سماها المنصورية ، القاهرية [٦]. وقيل : إن سبب تسميتها بذلك أنها تقهر من شد عليها ورام مخالفة أمرها.
ولما توفي استقر بعده في الخلافة بمصر ابنه المنصور نزار العزيز بالله [٧] ، ثم ابنه أبو علي المنصور الحاكم بأمر الله الذي أمر بتخريب كنيسة القمامة ، كما تقدم ، ثم ابنه أبو الحسن علي الظاهر لإعزاز دين الله [٨] ، ثم ابنه أبو تميم معد المستنصر بالله (٩)(١٠) الذي مكن الكفار من إعادة كنيسة قمامة [١١] ، كما تقدم ، ثم ابنه أبو القاسم أحمد المستعلي بأمر الله ، وسيأتي ذكر من بقي منهم عند ابتداء ذكر الفتح الصلاحي ، إن شاء الله تعالى.
فلما آل الأمر إلى المستعلي بأمر الله وكانت وفاة أبيه [١٢] المستنصر في ذي الحجة سنة ٤٨٧ ه [١٣] ولي الأمر بعد أبيه بالديار المصرية ، وكان المتولي لتدبير دولته / / الأفضل أبو القاسم [١٤] شاهنشاه بن بدر الجمالي أمير الجيوش ، وفي أيام
[١] جوهر بن عبد الله الرومي ، أبو الحسن ، توفي سنة ٣٨١ ه / ٩٩٢ م ، ينظر : ابن خلكان ١ / ٣٧٥ ؛ المقريزي ، الخطط ١ / ٣٧٧ ؛ المقريزي ، اتعاظ ١٣٩ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ٤ / ٢٩ ؛ ابن العماد ٣ / ٩٨.