الكتاب بقتل الأسود في خلافة أبي بكر ، رضياللهعنه ، فكان كما أخبر به الرسول [١] ، 6 ، وكان قتله قبل وفاة النبي ، 6 ، بيوم وليلة.
وأما مسيلمة فإنه قدم على رسول الله ، 6 ، في وفد بني حنيفة ، ثم ارتد ، وادعى النبوة ، وتسمى : رحمان اليمامة [٢] ، وخاف أن لا يتم له مراده فقال : إن محمدا قد أشركني معه. وشرع يسجع لقومه ويضاهي القرآن وذلك في حياة رسول الله ، 6 ، وكانت له فتنة فاحشة. وقتله أبو بكر ، رضياللهعنه ، في خلافته ، وكان قاتله وحشي [٣] بالحربة التي قتل بها حمزة عم النبي ، 6 ، وشاركه في قتله رجل من الأنصار.
وأما سجاح بنت الحارث (٤)(٥) التميمية كانت قد ادعت النبوة في الردة وتبعها جماعة ، وقصدت قتال أبي بكر. ثم ذهبت إلى اليمامة واجتمعت بمسيلمة وتزوجت به. وتنقلت بها الأحوال إلى زمن [٦] معاوية ، فأسلمت وحسن إسلامها ، وانتقلت إلى البصرة [٧] ، وماتت بها.
وأما طليحة [٨] الأسدي فإنه ادعى النبوة وتبعه جماعة وقوي أمره. وقاتله خالد بن الوليد في الردة ثم أسلم وخرج نحو مكة معتمرا في خلافة أبي بكر ، رضياللهعنه ، وقاتل في الفتوحات ، فقتل يوم وقعة نهاوند [٩]مع الأعاجم / / في سنة إحدى وعشرين [١٠] في خلافة عمر بن الخطاب ، رضياللهعنه.
[٧] البصرة : مدينة في العراق ، كانت قبة الإسلام ، بنيت زمن عمر بن الخطاب ، ينظر : أبو الفداء ، تقويم ٣٠٨ ؛ البغدادي ، مراصد ١ / ٢٠١ ؛ الحميري ١٠٥.
[٨] ينظر : الطبري ، تاريخ ٣ / ٢٥٣ ـ ٢٦١ ؛ ابن حبان ، تاريخ ٤٢٨ ـ ٤٢٩ ؛ ابن الجوزي ، الوفا ٢ / ٧٦٤.
[٩] نهاوند : مدينة عظيمة قبل همدان ، بها آثار للفرس ، وبها قبور جماعة من شهداء المسلمين ، ينظر : أبو الفداء ، تقويم ٤١٦ ؛ البغدادي ، مراصد ٣ / ١٣٩٧ ؛ الحميري ٥٧٩.