وخطب رسول الله ، 6 ، الناس [١] بعرفة خطبة بيّن فيها الأحكام منها : «أيها الناس إنما النسيء زيادة في الكفر ، وأن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض ، وأن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا» [٢] ، وتمم حجه وسميت حجة الوداع لأنه لم يحج بعدها ، ولم يحج من المدينة [٣] إلى مكة غير حجة الوداع ، ثم رجع رسول الله ، 6 ، إلى المدينة وأقام بها حتى خرجت السنة.
وكانت غزواته ، 6 ، تسع عشرة غزوة [٤] ، قاتل في تسع منها وهذه الغزوات غير السرايا.
ثم دخلت السنة الحادية عشرة [٥] من الهجرة الشريفة والنبي ، 6 ، بالمدينة ، وكان قد قدم من حجة الوداع فأقام بها حتى خرجت سنة عشر والمحرم ومعظم صفر من سنة إحدى عشرة ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ذكر وفاته 7(٦)(٧)
قال الله تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (٣١) [٨] ، وعن عائشة ، رضياللهعنها ، قالت : كان النبي ، 6 ، يقول في مرضه الذي مات فيه : «يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم» [٩].
بدأ برسول الله ، 6 ، مرضه الذي مات فيه يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة في بيت ميمونة ، ثم انتقل حين اشتد وجعه إلى بيت عائشة ، رضياللهعنها.
وعن ابن عباس قال : لما احتضر [١٠] رسول الله ، 6 ، وفي البيت رجال ،