وكانت في شوال سنة ثمان من الهجرة الشريفة ، وحنين واد بينه وبين مكة ثلاثة أميال ، ولما فتحت [٣] مكة تجمعت هوازن بخيولهم وأموالهم لحرب رسول الله ، 6 ، ومقدمهم مالك بن عوف النضري [٤] ، وانضمت إليه ثقيف وهم أهل الطائف ، وبنو سعد وهم الذين كان رسول الله ، 6 ، مرتضعا عندهم ، فلما سمع النبي ، 7 ، باجتماعهم خرج من مكة لست خلون من شوال وخرج معه اثني عشر ألفا : ألفان من أهل / / مكة. وعشرة آلاف كانت معه ، وحضرها جماعة كثيرة [٥] من المشركين وهم مع رسول الله ، 6 ، وانتهى إلى حنين وركب بغلته الدلدل وقال رجل من المسلمين ـ لما رأى كثرة من مع النبي ، 6 ـ : لن يغلب هؤلاء من قلة ، وفي ذلك نزل قوله تعالى : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً)[٦] ولما التقوا انكشف المسلمون [٧] لا يلوي أحد على أحد ، وانحاز رسول الله ، 6 ، في نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته ، واستمر ، 6 ، ثابتا ، وتراجع المسلمون واقتتلوا قتالا شديدا ، وقال النبي ، 6 ، لبغلته : «إلبدي» فوضعت بطنها على الأرض ، وأخذ حفنة تراب ، فرمى بها في وجه المشركين فكانت الهزيمة عليهم ، ونصر الله المسلمين ، واتبع المسلمون المشركين يقتلونهم ويأسرونهم [٨].
ولما فرغ [٩] النبي ، 6 ، من حنين ، بعث أبا عامر [١٠] على جيش لغزوة أوطاس [١١] فاستشهد ، رضياللهعنه ، وانهزمت ثقيف إلى الطائف ، وأغلقوا [١٢] باب مدينتهم ، فسار النبي ، 6 ، إليه وحاصرهم نيفا وعشرين يوما وقاتلهم
[١] ينظر : ابن هشام ٤ / ٦٠ ؛ البلاذري ، فتوح ٦٢ ؛ ابن سيد الناس ٢ / ٢٤٢.
[٢] غزوة هوازن وهي غزوة حنين أ ج ه : وفيها كانت غزوة حنين وهوازا ب د.
[٣] ولما فتحت ب د : لما فتح أ : لما فتح الله ج ه / / وأموالهم أ ب ج د : + وحريمهم ه.
[٤] ينظر : ابن حبان ، تاريخ ٢٣٣ ؛ ابن حجر ، الإصابة ٦ / ٣٢.