الكعبة [١] التي هي دينك. فقال عبد المطلب : أنا رب الأباعر فأطلبها وللبيت رب يمنعه [٢] ، فأمر أبرهة برد الأباعر عليه ، فأخذها عبد المطلب وانصرف إلى قريش.
ولما قارب [٣] أبرهة مكة وتهيأ لدخولها بقي كلما أقبل فيله من مكة ينام ويرمي نفسه إلى الأرض ولم يسير ، فإذا قبلوه [٤] غير مكة قام يهرول ، وكان اسم الفيل محمودا [٥].
فبينما هم كذلك إذ أرسل الله عليهم طيرا أبابيل أمثال الخطاطيف [٦] مع كل طائر ثلاثة أحجار في منقاره ورجليه فقذفتهم بها ، وهي مثل الحمص والعدس ، فلم تصب منهم أحدا [٧] إلا هلك وليس كلهم أصابت [٨].
ثم أرسل الله تعالى سيلا فألقاهم في البحر والذي سلم منهم ولى هاربا مع أبرهة إلى اليمن يبتدر الطريق [٩] ، وصاروا يتساقطون بكل منهل وأصيب أبرهة في جسده ، وسقطت أعضاؤه ، ووصل إلى صنعاء كذلك ومات [١٠].
ولما جرى ذلك خرجت قريش إلى منازلهم وغنموا من أموالهم شيئا كثيرا ، فسبحان القادر على ما يشاء بعظمته [١١].
ذكر سيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب رب
العالمين محمد النبي [١٢] البشير النذير الداعي إلى الله بإذنه والسراج
المنير ، 6 ، ورضوانه على أصحابه أجمعين
هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن
[١] ينظر : ابن هشام ١ / ٤٣ ؛ ابن حبيب ، المنمق ٧٥ ؛ ابن حبان ، سيرة ٣٦.