وقبره في قرية بالقرب من بلد سيدنا الخليل ، 7 ، على مسافة قرية ، وهذه القرية تسمى حلحول [١] ، وهي على طريق بيت المقدس ، وصار على قبره منارة ومسجد [٢] والذي بنى المنارة الملك المعظم عيسى [٣] بولاية الأمير رشيد الدين فرج بن عبد الله المعظم [٤] في شهر رجب سنة ثلاث وعشرين وستمائة [٥] ، وقد اشتهر أمره والناس يقصدونه للزيارة ، 6 ، ومتى مدفون بالقرب منه بقرية يقال لها بيت أمر [٦] ، وكان رجلا صالحا من أهل بيت النبوة ، والله أعلم.
وما وقع لسيدنا عيسى بن مريم ، 7 ، وصعوده إلى السماء وملخص ما وقع لزكريا ويحيى ، 8. أقول ـ وبالله التوفيق ـ أن سيدنا زكريا من ولد سليمان بن داود ، :[٨] ، وكان نبيا ذكره الله تعالى [٩] في القرآن ، وكان نجارا ، وهو الذي كفل مريم أم عيسى. وكانت مريم بنت عمران بن ماثان من ولد سليمان بن داود ، وكانت أم مريم اسمها حنة ، وكان زكريا متزوجا أخت حنة واسمها إيساع ، فكانت زوج [١٠] زكريا خالة مريم ، ولذلك كفل زكريا مريم ، وسنذكر ذلك.
[١] حلحول : بلدة إلى الشمال من مدينة الخليل ، بها قبر النبي يونس ، 7 ، ينظر : البغدادي ، مراصد ١ / ٤١٨ ؛ شراب ٢٩٧.
[٣]؟؟؟ عظم عيسى : شرف الدين عيسى بن العادل الحنفي الأديب ، ولد سنة ٥٧٦ ه / ١١٨٠ م ، وحفظ القرآن ، وملك الشام بعد أبيه من العرش إلى حمص ، وتوفي عام ٦٢٤ ه / ١٢٢٧ م ؛ ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ٣٧٤ ؛ أبو شامة ، الذيل ١٥٢ ؛ ابن وصال ٤ / ٢٠٩ ـ ٢٢٣ ؛ ابن العماد ٥ / ١١٥ ؛ اليافعي ٤ / ٥٨ ؛ ابن قطلوبغا ٢٢٥ ؛ الجابي ٥٧٣ ؛ غواتمة ٥ پ ٢.
[٤] رشيد الدين فرج بن عبد الله : لم أعثر له على ترجمة.