responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 253

فقال سليمان : ما كان الله ليخربه وأنا حي ، أنت التي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس ، فنزعها وغرسها في حائط ، ثم قال : اللهم غمم [١] على الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب.

وكانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون من الغيب أشياء ويعلمون ما في غد ، ثم دخل المحراب ، فقام يصلي متكئا على عصاه ، نقل أنه نحتها من الخروب ، فمات قائما ، وكان للمحراب كوى بين يديه وخلفه ، فكان الجن يعملون تلك الأعمال الشاقة التي كانوا يعملون [٢] في حياته ، وينظرون إليه يحسبون أنه حي ، ولا ينكرون احتباسه عن الخروج إلى الناس لطول صلاته قبل ذلك ، فمكثوا يدأبون له بعد موته حولا كاملا حتى أكلت الأرضة عصا سليمان ، فخر ميتا فعلموا بموته فشكرت الجن الأرضة ، فهم يأتونها بالماء والطين في جوف الخشب ، فذلك قوله تعالى : (ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ) ـ وهي الأرضة ـ (تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) ـ يعني عصاه ـ (فَلَمَّا خَرَّ) ـ أي سقط على الأرض ـ (تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ) (١٤) [٣] أي علمت الجن [٤] وأيقنت أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين أي في التعب والشقاء مسخرين لسليمان وهو ميت ، أراد الله بذلك أن يعلم الجن أنهم لا يعلمون الغيب لأنهم يظنون حياته ، وقيل : إن معنى تبينت الجن ، أي ظهرت [٥] وانكشفت الجن للأنس ، أي ظهر أمرهم أنهم لا يعلمون الغيب ، لأنهم كانوا قد شبهوا على الإنس ذلك.

وتوفي سليمان وعمره اثنتان [٦] وخمسون سنة ، فكانت مدة ملكه أربعين سنة ، فتكون وفاته في أواخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة [٧] لوفاة موسى ، 7 ، وذلك بعد فراغ بناء [٨] بيت المقدس بسبع وعشرين سنة ، فيكون الماضي من وفاته إلى عصرنا وهو أواخر سنة تسعمائة [٩] من الهجرة الشريفة النبوية ألفين وستمائة وثلاثا وسبعين سنة ، والله أعلم.


[١] غمم أ : غم ب ج د : غمي ه.

[٢] يعملون أ ج د ه : يعملونها ب / / في حياته أ ب ج د : في حال حياته ه.

[٣] سبأ : [١٤].

[٤] علمت الجن ... المهين ب : ـ أ ج د ه.

[٥] أي ظهرت وانكشفت الجن للإنس أ ب ج د : ـ ه.

[٦] اثنتان وخمسون ب : اثنان وخمسون أ ج د ه.

[٧] وخمسمائة أ ب ج د : ـ ه //.

[٨] بناء ب ج د : ـ أ ه / / بسبع أ : بتسع ب ج د ه.

[٩] ٩٠٠ ه‌ / ١٤٩٤ م.

اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست