واقفها الأمير تنكز الناصري [٢] نائب الشام (وهي مدرسة عظيمة وهي بخط باب السلسلة ولها مجمع راكب على الأروقة الغربية بالمسجد) [٣] ، وقد كتب على واجهتها الخارجية فوق الباب الشمالي أن المقر الكريم السيفي تنكز المملوكي الناصري ، أنشأها سنة (٧٢٩ ه / ١٣٢٨ م).
وعندما كانت مدرسة كان يدرس بها شيوخ قديرون أمثال : الشيخ أحمد بن هلال أبو محمود صاحب كتاب مثير الغرام بفضائل القدس والشام ، وقد توفي في مصر سنة (٧٦٥ ه / ١٣٦٤ م) [٤] ، وكذلك الشيخ أحمد الشهابي بن الشيخ محمد تنكز [٥] ، وقد استخدم السلاطين هذه المدرسة كمقر إقامة عند زيارتهم للقدس ، وكانت أحيانا مركزا للقضاة والنواب [٦].
أنشأها صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس سنة (٥٨٣ ه / ١١٨٧ م) ، مكان دير أو كنيسة أقامها الفرنج ، وقد كانت تعرف قبل الإسلام ب (صند حنة) ، وقد رتبها صلاح الدين لتكون مدرسة للفقه الشافعي ، ورباطا للصوفية [٨].
وتقع المدرسة الصلاحية على بعد عدة أمتار من سور القدس الشرقي قرب باب الأسباط.
وكانت هذه المدرسة من أجل المدارس في بيت المقدس ولا يتولى المشيخة فيها إلا من شهد له بالعلم والفضل ، ويتم ذلك بمرسوم سلطاني من القاهرة ، وكان لشيخ الصلاحية مكانة كبرى لدى السلاطين [٩].
وبقيت هذه المدرسة تؤدي دورها في خدمة العلم والعلماء طيلة العهد المملوكي.
[٤] أبو محمود أحمد بن هلال المقدسي ولد سنة (٧١٤ ه / ١٣٤٢ م) ، كان إماما في الفقه والنحو والأصول ، ينظر : ابن حجر ، الدرر ١ / ٢٥٧ ؛ ابن فهد ١٤٨ ؛ العليمي ٢ / ٥٧ ؛ حاجي خليفة ٢ / ١٥٨٩ ؛ العارف ، المفصل ٢٤٥.