ثم سأل الشياطين ، فقالوا : نحتال لك بحيلة [١] حتى تصير [٢] كالسبيكة الفضة من غير أذى ، فقال : افعلوا ، فاتخذوا النورة [٣] والحمام ، فكانت [٤] النورة والحمام من يومها.
ويقال : إن الحمام الذي [٥] بباب الأسباط بالقدس الشريف ، بجوار المدرسة الصلاحية وهو من جملة الأوقاف [٦] عليها من الملك صلاح الدين ، وإنما بنى لبلقيس ، وإنه أول حمام بني على [٧] وجه الأرض ، والله أعلم.
فلما تزوجها [٨] سليمان ، أحبها حبا شديدا ، وأقرها على ملكها ، وأمر الجن فابتنوا بأرض اليمن ثلاثة حصون لم ير الناس مثلها ارتفاعا وحسنا ، ثم كان سليمان يزورها في كل شهر مرة بعد أن ردها إلى ملكها ، ويقيم عندها ثلاثة أيام ، وولدت له فيما يذكر ، والله أعلم.
قال الله تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ)[١١] أي اختبرناه وابتليناه بسلب ملكه ، وسبب ذلك ما روي عن وهب بن منبه قال : سمع سليمان ، 7 ، بمدينة في جزيرة من جزائر البحر ، يقال لها : صدوف [١٢] ، ولها ملك عظيم الشأن لم يكن للناس عليه سبيل لمكانه بالبحر ، وكان الله ، عز وجل ، قد أتى سليمان في ملكه سلطانا لا يمتنع عليه شيء في بر ولا بحر بما يركب إليه الريح.