فلما سمع فرعون بذلك نادى في جنوده ، وكان في كثرة لا يحصون عددا ، وسار [١] بهم في أتباع موسى ، فإنه كان يعتقد أنه خرج هاربا منه ، فسار حتى قرب من بني إسرائيل [٢] ، فقالوا : يا موسى قد لحقنا فرعون وجنوده ، فقال موسى : (كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) (٦٢) [٣] ، فقالوا [٤] : قد قرب القوم وليس بين أيدينا إلا البحر [٥] وما خلفنا إلا السيوف وقد هلكنا ، فأوحى الله إلى موسى : (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (٦٣) [٦] ، وصار فيه اثنا عشر طريقا للأسباط [٧] الإثنى عشر ، فجعلوا يسيرون فيه ويحدث بعضهم بعضا وموسى بين أيديهم وهارون [٨] من ورائهم.
فأقبل فرعون وهامان عن يمينه [٩] ووزراؤه وجنوده ، فنظروا إلى البحر يابسا وإلى تلك الطريق [١٠] ، فأحب لحوق موسى ، فتقدم وهو على فرسه ، فتأخر الفرس ونفر ، فهبط جبريل على فرسه ، ثم تقدم جبريل إلى جنب فرس فرعون ، فاشتم رائحة فرس جبريل ، فاتبعها [١١] فرعون وجنوده وجبريل يقول : أيها الملك لا تعجل ، وجعل ميكائيل يسوق الناس خلفه ، فأخرج جبريل الصحيفة وقال [١٢] : أيها الملك أتعرف هذه الصحيفة؟ فلما فتحها علم أنه هالك.
وجعل البحر ينضم بعضه إلى بعض والناس يغرقون وفرعون ناظر [١٣] إليهم ، فلما استيقن بالموت قال : (آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ
[١] وسار بهم في إتباع موسى أ ج د ه : وسار فرعون بجنده ف تبع موسى وبني إسرائيل ب / / يعتقد أنه خرج هاربا أ ج د ه : معتقدا أنهم خرجوا هاربين ب.
[٢] إسرائيل أ ج د ه : فلما رأوه ب / / فقالوا أ ج د ه : قالوا لموسى ب.