القمل [١] حتى أكل جميع ما على وجه الأرض ، ووقع في ثيابهم يقرضها ، ويقرض [٢] أيديهم ، ثم أرسل الله عليهم الضفادع ، وكانت أشد عليهم من جميع ذلك [٣] ، لأنها كانت تقتحم في الطعام وفي دورهم وفي ثيابهم ، ثم أوحى الله لموسى [٤] : (اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ)[٥] ، فصار دما عبيطا [٦] من وقته ، فاشتد بهم العطش.
وكان الفرعوني والإسرائيلي يعمدان إلى موضع واحد يستقيان [٧] ، فإذا أخذ الإسرائيلي يكون ماء ، وإذا أخذ القبطي [٨] يكون دما ، فدام ذلك ثمانية أيام حتى أجهدهم [٩] العطش ، وكان بين كل آية أربعون يوما فهذه التسع آيات.
قصة المسخ وقتل آسية
ثم دعا موسى [١٠] عليهم وأمن هارون على دعائه ، فمسخ الله سبحانه وتعالى كثيرا منهم حتى أصبح الرجال والنساء والصبيان حجارة ، ثم إن آسية أظهرت الإنكار على فرعون ، وواجهته [١١] بقبح القول ، فقتلها لعنه الله ، ثم بعث الله الظلمة على أهل مصر ثلاثة أيام [١٢] ، فلم يعرفوا الليل من النهار.
قصة النيل
وانقطع عنهم النيل فضجوا إلى فرعون ، فخرج بهم على أن يجري لهم النيل ، فلما قرب من النيل أوقفهم وانفرد عنهم بحيث لا يرونه فنزل عن فرسه [١٣] ورفع