وهو نبي بعثه الله إلى أصحاب الأيكة وأهل مدين ، وقد اختلف في نسب شعيب ، فقيل : إنه من ولد إبراهيم ، وقيل : من ولد بعض الذين [١] آمنوا بإبراهيم ، وكانت الأيكة من شجر ملتف فلم يؤمنوا به.
فأهلك الله أصحاب الأيكة بسحابة أمطرت عليهم نارا يوم الظّلة ، وذلك أنهم رأوا حرا شديدا فدخلوا الأسراب [٢] فوجدوها أشر حرا ، فخرجوا منها فرأوا سحابة ، فاستظلوا بها ، فأمطرت عليهم نارا [٣] ، فاحترقوا ، وأهلك الله أهل مدين بالزلزلة. وجاء في الخبر : أن شعيبا كان خطيب الأنبياء ، : ، وكان ضرير البصر ، وقبر شعيب بقرية يقال لها : حطين من أعمال مدينة صفد وهو يبعد عن بيت المقدس نحو ثلاثة أيام.
ذكر سيدنا موسى الكليم [٤] عليه أفضل الصلاة والتسليم
وأخيه هارون 7
أقول ، وبالله التوفيق ، موسى نبي الله وكليمه وهو ابن عمران بن فاهت بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، 7[٥] ، ولد لمضي ألف وخمسمائة وست وستين من الطوفان واسم أمه يوحانذ بنت لاوي بن يعقوب ، وكان فرعون مصر الوليد بن مصعب ، وكان قد تزوج آسية بنت مزاحم.
وقد روي أن الله تعالى لما خلق الحور العين في نهاية الحسن والجمال قالت الملائكة : آلهنا وسيدنا هل خلقت خلقا هو [٦] أحسن منهن؟ فجاءهم النداء [٧] : إني خلقت سيدات نساء العالمين وفضلتهن على الحور كفضل الشمس على الكواكب وهن : آسية بنت مزاحم ، ومريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خوليد ، وفاطمة بنت رسول الله ، 6.