السيارة فأخرجته [١] ، وأخذوه ، فجاء أخوه يهودا إلى الجب بطعام ليوسف ، فلم يجده في الجب ورآه عند تلك السيارة ، فأخبر يهودا بقية إخوته ، بذلك ، فأتوا السيارة وقالوا : هذا عبدنا أبق منا ، فاشتروه من أخوته بثمن بخس ، قيل : عشرون درهما ، وقيل : أربعون درهما ، ثم ذهبوا به إلى مصر ، فباعوه [٢] لأستاذهم الذي على خزائن مصر واسمه العزيز.
وكان فرعون مصر حين ذلك الريان بن الوليد رجلا من العماليق ، والعماليق من ولد [٣] عملاق بن سام بن نوح ، فهويته امرأته راعيل ، وراودته عن نفسها ، فأبى وهرب ، فلحقته من خلفه ، وأمسكته بقميصه فانقد ، ووصل أمرها [٤] إلى زوجها العزيز وابن عمها بتحقيق وبيان ، فظهر لهما براءة يوسف ، ثم بعد ذلك ما زالت تشكو إلى زوجها وتقول إنه يقول للناس : أني راودته عن نفسه وفضحني ، فحبسه زوجها سبع سنين ، ثم أخرجه [٥] فرعون مصر بسبب تعبير الرؤيا التي رآها.
ثم مات العزيز فجعل [٦] فرعون يوسف موضعه على خزائنه ، وجعل القضاء إليه ، ودعا [٧] يوسف الريان فرعون مصر إلى الإيمان ، فآمن به. وبقي كذلك إلى أن مات الريان ، وملك بعده مصر قابوس بن مصعب من العمالقة أيضا ولم يؤمن.
وكان يوسف إذ سار في أزقة [٨] مصر يتلألأ نور وجهه على الجدران ، وكان من صفته ، 7 ، أنه أبيض اللون ، حسن الوجه ، جعد الشعر ، ضخم العين [٩] ، مستوي الخلقة ، غليظ الساعدين والعضدين والساقين ، أقنى الأنف ، صغير السرة ، بخده الأيمن خال أسود ، وكان ذلك الخال يزين وجهه ، وبين عينيه شامة تزيده حسنا وجمالا ، كأنه القمر ليلة البدر ، وكان إذا تبسم رأيت النور من ضواحكه ، وإذا تكلم رأيت شعاع النور يثور من بين ثناياه ، 6.
ووصل إلى يوسف أبوه يعقوب وأخوته جميعا من كنعان ، وهي الشام [١٠] ،
[١] فأخرجته أ ج د ه : فأخرجوه ب / / إلى الجب بطعام أ د ه : بطعام إلى الجب ب ج.