responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمصار ذوات الآثار المؤلف : شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي    الجزء : 1  صفحة : 49

السبب الثاني : العمل بالعلم : لا شك أن الالتزام العملي بما يعلم ، يرسخ المعلومات في الأذهان ، ويثبتها ، وقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن بعدهم من أئمة الدين ، يقرنون العلم بالعمل [١] ، والقول بالفعل ، ومن الأدلة على هذا قول ابن مسعود رضي الله عنه : «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن ، والعمل بهن» [٢] وقول أبي عبد الرحمن السلمي التابعي : «حدثنا الذين كانوا يقرئوننا ، أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلّفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن ، والعمل جميعا» [٣].

وأمر آخر وهو أن الله سبحانه يهب عباده المؤمنين العاملين قوة في علمهم ، وثباتا في ذهنهم فضلا منه ورحمة ، فقد حكي عن عيسى بن مريم 7 أنه قال : «من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم» [٤] فهذا القول ولو لم نعلم صحة نسبته إلى عيسى 7 فإنه صحيح المعنى ، أما العصاة المذنبون فإنهم يحرمون بركة العلم ، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه :

شكوت إلى وكيع سوء حفظي

فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نور

ونور الله لا يهدى لعاص [٥]

السبب الثالث : ترغيب الشارع في تبليغ العلم ، وترهيبه من كتمه : فقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته في تبليغ العلم عنه ، فقال صلى الله عليه وسلم : «نضّر الله امرءا سمع


[١] لا يفهم من هذا أنهم كانوا يفعلونه لأجل تقوية الحافظة ، فحاشاهم من ذلك ، بل قصدهم الطاعة ، والخضوع لله تعالى ، لكن هذا المقصد يلزم منه ذلك.

[٢] أخرجه الطبري في تفسيره ١ / ٨٠ ، وذكره القرطبي في التفسير ١ / ٣٩ عن عثمان ، وأبيّ أيضا.

[٣] أخرجه الطبري في تفسيره ١ / ٨٠.

[٤] نسب هذا القول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي نسبة باطلة ، انظر الحلية لأبي نعيم الأصبهاني ١٠ / ١٥ ، والمغني عن حمل الأسفار في الأسفار للحافظ العراقي ١ / ٧١.

[٥] ديوان الإمام الشافعي ص ٥٤.

اسم الکتاب : الأمصار ذوات الآثار المؤلف : شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست