أتحفني الصّديق الحبيب ، الأستاذ هادون بن أحمد العطّاس [٢] بكتاب يتعلّق بتاريخ جزء عزيز من وطننا العربيّ [٣] ، من الجزيرة العربيّة نفسها ، يوشك أن يكون مجهولا أو منسيّا ، مع ما لكثير من أهله من الصّلات القويّة بمختلف الأقطار في أنحاء المعمورة ، وما لهم من نشاط متميّز في السّعي وراء اكتساب الرّزق بأذكى الطّرق وأنزهها وأشرفها ، حتّى حازوا بأمانتهم وصدقهم ثقة غيرهم.
وتميّز عدد منهم في مختلف النّشاطات الأخرى ؛ كالسّياحة والهجرة.
وبرز آخرون في المجالات الثّقافيّة ، فعرف منهم علماء وأدباء وشعراء ، وباحثون ومؤلّفون في مختلف العلوم ، قديما وحديثا ، ممّن كان لهم في التّعريف ببلادهم ما لم
[١] هذه المقدّمة كتبها الجاسر مع نشره لهذا الكتاب على حلقات في مجلّة العرب ، وقد استغرق نشره للكتاب حدود خمس سنوات ، ولعموم الفائدة .. فقد أعدنا كتابتها ، وعلّقنا عليها ، وقد قام بجهد مشكور في إخراج هذا العمل رحمه الله تعالى.
[٢] توفي بمكة صبيحة يوم عرفة الأربعاء التّاسع من ذي الحجّة عام (١٤١٧ ه). والسّيّد هادون مؤرّخ وباحث في التراث اليمني وممن يرجع إليهم في تاريخ حضرموت ، وله مؤلفات تاريخيّة ، وتحقيقات نشرت بعضها جامعة الرّياض ـ كليّة الآداب ، ولد بالمشهد بحضرموت سنة (١٣٣٧ ه) ـ كما أخبرني هو رحمه الله ـ ورحل إلى العراق لطلب العلم وعيّن في بعض المناصب الحكوميّة في عهد السّلطنة القعيطيّة بحضرموت ، وهاجر إلى الحرمين الشّريفين ، وقطن بمكّة المكرّمة منذ عام (١٣٧٠ ه) ، رحمه الله تعالى.
[٣] السّيّد هادون العطّاس أهدى الجاسر كتاب «حول مصادر التّاريخ الحضرمي» للمستشرق سارجنت ، الذي عرّبه د. سعيد النّوبان ، والّذي أهدى الجاسر نسخة من «إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت» هو السّيّد عبد الله بن محمّد الحبشي. فليتنبه لذلك.