responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت المؤلف : السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف    الجزء : 1  صفحة : 646

كان سيّدي الأستاذ الأبرّ يزوره ، ويطلب دعاءه ، ويتبرّك بالنّظر إليه.

وكان له الضّلع الأقوى في حادثة المحايل ، ولمّا انتهت بانهزام يافع .. خرج السّلطان غالب بن محسن إلى عند الشّيخ عوض بن عبد الله بن عانوز ، بكثير من الرّصاص والباروت ، مكافأة له على ما أبلى وأنفق ، فردّه وقال : إنّما أردت بمعونتي وجه الله تعالى ، فعرض عليه ولاية تريس .. فلم يقبل ، وقال له : لا أريد منكم إلّا الشّفقة بالّذين يحرثون آبارنا بأعمال تريس.

ومنهم : الشّيخ جعفر بن عليّ بن عانوز ، كان كسابقه ، كثير العبادة ، شديد الورع ، طويل الصّلاة. وكان سيّد الوادي الحسن بن صالح البحر إذا كتب إليه .. يقول له : (الولد جعفر بن عليّ).

وكنت أقول له : هل قتلت أحدا بيدك في واقعة المحايل؟ .. فيقول : إنّهم بغاة.

ولأبيه ذكر كثير في الحروب الواقعة بين يافع وآل كثير ، يدلّ على أنّه صدر من صدور القبائل وأولي رأيها وزعامتها.

وكان العوانزه يسكنون المحترقه ، فتنكّدوا من ملوحة مائها ، ولحقهم من ذلك عناء شديد ، فانتقلوا عنها إلى تلك الحصون الّتي لم يتمكّنوا من بنائها إلّا باجتماع خرق العادة من آل كثير والعوامر ، ورابطوا حواليها إلى أن انتهى بناؤها بالرّغم من معاطس يافع بتريس وغيرها ، وجرت بينهم في ذلك معارك ، وأريقت فيه دماء.

ومع صلاح العوانزه وفضلهم .. فقد كانوا من أشجع النّاس وألدّهم على الأعداء ، ولهم في واقعة المحايل المشهورة اليد البيضاء ، والنّصيب الأوفى.

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا

وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا [١]

وإن قال مولاهم على جلّ حادث

من الأمر : ردّوا فضل أحلامكم ردّوا

ومنهم قوم منتشرون بوبار وعمان ، ولا يزالون معهم على اتّصال ، وفي الوقت الأخير ـ أي منذ نحو من خمس سنوات ـ زارهم شيخ من العوانزه بعمان ، يظهر على


[١] البيتان من الطّويل ، وهما للحطيئة في «ديوانه» (٤١).

اسم الکتاب : إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت المؤلف : السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف    الجزء : 1  صفحة : 646
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست