واحد من أهل العلم ؛ كالشّرجيّ في «طبقاته» [١٤٥ ـ ١٤٦] ، واليافعيّ في «تاريخه» ، وصاحب «المشرع» [١] ، وعبد الله بازرعة.
وممّن ألّف في مناقبه : الشّيخ عليّ بن عبد الله باعكابة الهيننيّ ، والشّيخ عبد الله باسودان.
وكان صادعا بالحقّ ، لا يخاف فيه لومة لائم ، وكان كثير التّردّد على حضرموت ، حتّى لقد قال السّيّد عليّ بن حسن العطّاس في كتابه «القرطاس» : (لا إله إلّا الله ، عدد خروج الشّيخ سعيد بن عيسى العموديّ إلى حضرموت).
ولم يزل يسلّك الطّالبين ، ويوصل الرّاغبين ، إلى أن توفّي بقيدون سنة (٦٧١ ه) ، وقصّته مع الشّيخ أحمد بن الجعد مع وصوله إلى حضرموت ، مشهورة ، وقد ابتلي إثرها بالجذام إلى أن وافاه الحمام.
وخلفه على منصبه ولده الشّيخ محمّد بن سعيد ، وما زال أبناؤه يتوارثون منصبه حتّى انتهى إلى دولة ورئاسة دنيويّة ، فاختلفوا وانقسموا ؛ كما سبق في بضه.
وجرت بينهم وبين آل فارس النّهديّين ، وبينهم وبين السّلطان بدر بوطويرق الكثيريّ .. حروب [٢].
وتقلّبت بقيدون الأحوال ، حتّى لقد خربت حوالي سنة (٩٤٨ ه) من كثرة ما أخذ بدر بوطويرق الكثيريّ من أهلها من الضّرائب ، ولم يبق فيها إلّا ستّة ديار ، وهرب الباقون من أهلها إلى صيف. وهنا شاهد على أنّ صيفا لم تكن إذ ذاك في حوزته [٣].
وجرت بين آل العموديّ وأعقاب بدر إلى أيّام السّلطان عمر بن جعفر الكثيريّ ـ المتوفّى بعمان أوائل القرن الثّاني عشر ـ أحوال كثيرة ، ذكرنا ب «الأصل» نتفا منها كافية للتّعريف [٤].
[١] لم يترجم له في «المشرع» ، وإنما ذكره عرضا في ترجمة الفقيه المقدم.
[٢] أخبار آل العمودي يمكن الرجوع إلها في «تاريخ شنبل» ، و «العدة المفيدة» وغيرهما.
[٣] ينظر هذه الحوادث في «تاريخ بافقيه» : (٢٨٨ ـ ٢٨٩).
[٤] وفي «تاريخ الدولة الكثيرية» و «الصفحات» لباوزير ، أخبار من ذلك القبيل.