اسم الکتاب : أمراء الكوفة وحكامها المؤلف : محمّد علي آل خليفة الجزء : 1 صفحة : 697
٩٥ ـ لؤلؤ :
وهو أحد غلمان محمّد بن هارون. خلع [١] عليه (الراضي بالله) إمارة الكوفة سنة (٣٢٥) للهجرة ، ثمّ قلّده بغداد يوم السبت في السادس من شهر رجب من هذه السنة أيضا ، فصارت تحت سيطرته من الكوفة إلى بغداد ، ومن الأنبار إلى بغداد ، ومن النعمانية إلى بغداد [٢].
وفي هذه السنة أي سنة (٣٢٥) للهجرة ، دارت الحرب بين ابن رائق والحجريّة فنصب لهم (بجكم التركي) كمينا ، فوضع السيف في رقابهم ، وولوا منهزمين بعد أن أسر جماعة من رؤسائهم ، ثمّ كتب الخليفة (الراضي) إلى لؤلؤ أن يقبض على من كان منهم في بغداد ، ويحرق منازلهم [٣].
ولؤلؤ هذا هو الّذي قتل (بدر) في خلافة (المكتفي) سنة (٢٨٩) [٤] للهجرة. وفي سنة (٣٢٣) للهجرة ولّاه الخليفة (الراضي بالله) طريق الكوفة ـ مكّة فاعترضه (أبو طاهر) بن أبي سعيد الجنابي القرمطي ، فوقعت بينهم معركة عنيفة ، جرح فيها لؤلؤ جراحات كثيرة ، فهرب واختفى بين جثث القتلى ، وبعد ذلك ذهب إلى الكوفة ، كما وقتل الكثير من حجّاج بيت الله الحرام ، وسبيت النساء ، والتجأ الباقون إلى القادسيّة ، ثمّ تسلّلوا بعد ذلك إلى الكوفة [٥]. ثمّ عزل لؤلؤ عن طريق مكّة سنة (٣٢٨) للهجرة ، وعيّن مكانه حاجب بجكم [٦].
فأخذ أصحاب لؤلؤ يعاملون الناس معاملة قاسيّة ، حيث كثرت الجبايات والغرامات عليهم ، عندها عزل لؤلؤ عن رئاسة شرطة بغداد في
[١] خلع وقلّد : أي كرّم ، وهو اصطلاح جديد بدلا من (ولى) أو (عيّن).