ثم ورد الإسلام ، فكانوا يعرفون زيادة النيل ونقصانه بما ذكرنا. إلى أن ولى عبد العزيز بن مروان [١] ، فاتخذ مقياسا بحلوان [٢] ، وهو صغير الذراع.
ثم اتخذ أسامة بن زيد التنوخى مقياسا [٣] بالجزيرة [٤] [وهى][٥] التى بين الفسطاط والجيزة ، وهذا المقياس الذى اتخذه أسامة أكبرها ذراعا [٦]. واتخذ ذلك فى أيام سليمان [٧] بن عبد الملك ، وهو المقياس الذى [يعمل][٨] عليه فى وقتنا [٩]. ومساحة ذراعه إلى أن يبلغ اثنى عشر دراعا ، [ثمان وعشرون إصبعا. ومن اثنى عشر ذراعا][١٠] إلى [٤١] ما فوق «يصير» [١١] الذراع أربعا وعشرين [إصبعا][١٢].
وفى هذه الجزيرة مقياس آخر لأحمد بن طولون ، والعمل عليه عند كثرة الماء ، وترادف الرياح ، واختلاف مهابها ، وكثرة الموج.
[١] هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية ، ولى مصر سنة ٦٥ ه وكانت ولايته عليها عشرين سنة وعشرة أشهر وثلاثة عشر يوما ، فقد توفى بها سنة ٨٦ ه. وقد اتخذ من حلوان مقرا له وسكنا. انظر :
الكندى : ولاة مصر ، ص ٧٠ ـ ٧٩ ، تحقيق حسين نصار ، ط. الذخائر العدد (٦٦).
[٢] حلوان : ذكر محمد رمزى فى القاموس الجغرافى أن بمصر بلدتان متجاورتان تسمى كل منهما حلوان ، إحداهما ـ وهى أقدمها ـ حلوان التى أنشأها عبد العزيز بن مروان والى مصر سنة ٧٠ ه. وهى تتبع محافظة الجيزة. أما الأخرى فهى حلوان الحمامات التى أنشأها الخديو إسماعيل باشا سنة ١٨٧٤ م وتتبع محافظة القاهرة. انظر : القاموس الجغرافى ، ق ٢ ، ص ١٢.
[٣] لمزيد من التفاصيل عن قصة بناء أسامة بن زيد التنوخى للمقياس فى سنة ٧٦ ه. انظر : وفيات الأعيان ، ج ٣ ، ص ١١٢ ـ ١١٥.
[٤] هى جزيرة الروضة. انظر : حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٣٤.
[٥] «وهو التى» فى نسخة ز ، «وهو الذى» فى نسخة ح. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤.
[٦] «أكثرها استعمالا» فى مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤. بينما اتفق ما ذكره ابن العماد مع ما ورد فى : فتوح مصر ، ص ٣٦ ؛ حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٣٤.
[٧] هو الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية. ولى الخلافة فى جمادى الآخرة سنة ٩٦ ه وتوفى فى صفر سنة ٩٩ ه. انظر : ولاة مصر ، ص ٨٧ ، ٨٨ ؛ ابن دقماق : الجوهر الثمين فى سير الملوك والسلاطين ، ج ١ ، ص ٩١ ـ ٩٢ ، تحقيق محمد كمال الدين عز الدين على ، ط. عالم الكتب ، بيروت ١٩٨٥ م.
[٨] «العمل» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤.