وقد [١] تقدم [٢] أنه يخرج من جبل القمر ، على ما ذكره الكندى ، وذكره أيضا المسعودى ، وصاحب الأقاليم السبعة ، قال : وإنه يخرج أصله من جبل القمر من عشرة عيون ، خمسة تجتمع فى بطيحة ، وخمسة فى بطيحة ، يعنى مكان مسطح من الأرض ، ثم يجتمع بعد ذلك / الماءان. وذكر صورة جبل القمر وأنه مقوس ، وعلى رأسه شراريف [٢٨] هكذا [٣].
وذكر المسعودى فى مروج الذهب [٤] : أن الفلاسفة قالوا : إنه يجرى على وجه الأرض تسعمائة فرسخ [٥] ، وقيل ألف فرسخ فى عامرها وغامرها ، من عمران وخراب ، حتى يأتى إلى بلاد أسوان من صعيد مصر ، وإلى هذا الموضع تصعد المراكب من فسطاط مصر. وعلى أميال من أسوان جبال وأحجار ، يجرى النيل فى وسطها ، فلا سبيل إلى جريان السفن فيه. وهذا الموضع فارق بين مواضع سفن الحبشة فى النيل ، وبين سفن المسلمين ، ويعرف هذا الموضع فى النيل بالجنادل [٦] والصخور. ثم يأتى [النيل][٧]
[٣] لمزيد من التفاصيل عن أصل النيل انظر : الخوارزمى : كتاب صورة الأرض ، ص ١٠٦ ـ ١٠٩ ، نشر هانس فون مزيك ، فينا ١٩٢٦ م. وراجع الخريطة رقم (٨) بالمصدر نفسه ؛ الخطط ، ج ١ ، ٥١ ـ ٥٥.
[٤] مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٩٨ ؛ الخطط ، ج ١ ، ص ٥٣ ـ ٥٤.
[٥] الفرسخ : المسافة المعلومة من الأرض ، وهو فارسى معرب. وقد اتفق الفقهاء على أن الفرسخ ثلاثة أميال ، ومقداره عند الحنفية والمالكية يقدر ب ٥٥٦٥ مترا ، وعند الشافعية والحنابلة يقدر ب ١١١٣٠ مترا ، انظر : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٣٨ ؛ على جمعة محمد : المكاييل والموازين الشرعية ، ص ٣٦ ، ط. دار الرسالة ، القاهرة ٢٠٠٢ م.
[٦] الجنادل : مفردها جندل ؛ وهو مكان فى مجرى النيل فيه صخور تعترض هذا المجرى وتشكل عقبه فى طريق النهر ، فيشتد عندها جريان النهر. انظر : محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ١٠٩.
[٧] ما بين الحاصرتين إضافة لازمة للإيضاح من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ١٠٠.